جمهورية الجزائر الحالية ـ فتدخل فيها قلعة أو قلاقل لمبيزة وباغاية وتصل إلى البحر فتشمل ولاية بيجيا الحالية وتصل إلى مجرى نهر شلف ، ونظن أن هذه كانت حدود ولاية إفريقية فى التنظيم الذى وضعه حسان بن النعمان (١).
وعندما تولى أمور إفريقية موسى بن نصير اللخمى أكمل هو وأولاده فتح المغرب الأوسط والمغرب الأقصى ، وأنشأ موسى ثلاث ولايات جديدة الأولى ولاية المغرب الأقصى وتشمل النصف الشمالى للمملكة المغربية الحالية ، والثانية ولاية سلجماسة وكانت تطلق على النصف الجنوبى من المملكة المغربية الحالية ، أما الولاية الثالثة فهى تلك المساحة التى امتدت من الحدود الغربية لولاية إفريقية إلى حدود ولاية المغرب الأقصى وهى تشمل جزءا كبيرا من أراضى جمهورية تونس الحالية (٢).
وفى أواخر الدولة الأموية ونتيجة لأحداث الفتنة المغربية الكبرى التى بدأت فى المغرب من سنة ١٢٢ ه فى ولاية عبيد الله بن الحبحاب واستمرت حتى نهاية العصر الأموى. ورغم الجهود الكبيرة التى بذلها هشام بن عبد الملك لإيقاف هذه الفتنة والقضاء على ثورات الجماعات الخارجية ما بين صفرية وإباضية التى كانت قد أخرجت المغربين الأوسط والأقصى عن السلطان الفعلى للخلافة الأموية ، فلم يبق لها سلطان ملموس إلّا على نهر شلف الذى ينبع من جبال أوراس ويتجه إلى الشمال حتى جنوب مدينة الجزائر الحالية ، فيتجه غربا ويقترب من البحر ويواصل سيره حتى يصب فى البحر المتوسط إلى الشرق من مدينة وهران الحالية. ويفهم من كلام الجغرافى اليعقوبى (٣) أن سلطان دولة الخلافة لم يجاوز المجرى الأعلى لهذا النهر وعلى الأخص من العصر العباسى ، وواضح أن العباسيين عندما ورثوا الخلافة من الأمويين وجدوا أن دولتهم تمتد وتغطى مساحة شاسعة جدا لم
__________________
(١) انظر فى ذلك اليعقوبى ، البلدان ص ٣٤٥ ، والنويرى نهاية الأرب فى فنون الأدب ج ٢٤ ـ ص ٣٦
(٢) انظر ابن الأبار الحلة السيراء ج ٢ ـ ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ، والرقيق القيروانى تاريخ إفريقية والمغرب ٦٨ ـ ٦٩.
(٣) وانظر كذلك : د. حسين مؤنس معالم تاريخ المغرب والأندلس ص ٦٣ ، واليعقوبى المصدر السابق ٣٤٧.