الأمير ولا أنا ذلك القاضى» ، وإنما تهيأ لابن غانم هذا لكتابة هارون إليه وكان من قبله ، ولا أطلق لإبراهيم عزله. فلما مات ابن غانم صلى عليه إبراهيم بن الأغلب ، ثم جلس على كرسى ينتظر دفنه ، فوقف على قبره معد بن عقال خال إبراهيم وكان عامله على القيروان ، فجعل يجزع ويبكى على ابن غانم فلما فرغوا من دفنه دعا إبراهيم بمعد فقال له : «لم بكيت على ابن غانم؟» قال : «كان لى صديقا أبر كابن غانم» فقال له إبراهيم : «والله ما ملكنا إفريقية ولا أمنا إذا مات ابن غانم». وتوفى ابن غانم من فالج أصابه فى شهر ربيع الآخر سنة تسعين ومائة أيام إبراهيم بن الأغلب. وولى إبراهيم القضاء أبا محرز ، واسمه محمد بن عبد الله ، وذلك فى سنة إحدى وتسعين ومائة بعد موت ابن غانم.
قال سليمان بن عمران : لما ما ابن غانم أراد إبراهيم أن يولى القضاء رجلا فقال له رجل من أكابر أصحابه أن قال سليمان بن عمران : وكان مالك بن أنس يجل عبد الله بن غانم ، فإذا جاءه أقعده إلى جانبه ، وأقبل إليه يسأله عن المغرب وأخباره ، فكان إذا رآه ابن القاسم وطلبة العلم معه قالوا : «شغله المغربى عنا». فلما بلغ مالكا ولاية ابن غانم القضاء قال لأصحابه : «علمتم أن الفتى الحميرى الذى كان يجالسنا قد استقضى على إفريقية. وكان مالك قد عرض عليه أن يزوجه ابنته ويقيم عنده ، فامتنع وقال. إن أخرجتها إلى إفريقية تزوجتها.
وعن عبد الله بن أبى حسان قال : مضيت على عبد الله بن عمر بن غانم بعد ولايته القضاء إلى ضيعة بالديدان فقال لى فى الطريق : «ما يقول الناس يا بن حسان فى ولايتى» قلت : «ولاك ابن فروخ» قال : «على ذلك ، لقد قال لى الأمير روح بن حاتم ، والله ما خرجت إلى إفريقية إلا وأنت قاضى» قال : «قلت كيف ذلك؟» قال : «لما أردت الخروج إلى إفريقية دخلت على أبى يوسف القاضى ، وهو إذ ذاك قاضى القضاة ، فقلت يا أبا يوسف ، قد ولانى أمير المؤمنين إفريقية ، وأنا خارج فما كانت لك من حاجة