وقد دخل فى عهد حسان (١) بن النعمان ـ واضع أسس النظم الإدارية فى بلاد المغرب ـ عدد كبير من البربر فى الإسلام على الرغم من أن هذه الفترة كانت فترة حروب الفتح والمعارك الطاحنة بين البربر والعرب الفاتحين ، قتل فيها من القواد عقبة بن نافع وابن أبى المهاجر وزهير بن قيس إلا أن بعض القبائل البربرية دخلت الإسلام مثل قبيلة أوربة.
وبإيعاز من عبد العزيز بن مروان تولّى بعد حسان موسى بن نصير (٢) ، وكان يريد فتح المغربين الأوسط والأقصى ، ولكن إتبع فى ذلك أساليب عنيفة ، فنفر كثير من البربر ، فقد وجه موسى همه إلى غزو القبائل البربرية والحصول على المغانم وإرسال عدد كبير من السبى إلى دمشق إرضاء للخليفة الأموى ، وكان لذلك أثر سىء فى نفوس البربر.
ثم تولى عمر بن عبد العزيز خلافة الدولة الأموية وكانت سياسته تهدف إلى نشر الإسلام وإدخال الناس فيه من أهل البلاد المفتوحة بالرفق والحسنى والدعوة إلى الإسلام ، فكانت أول خطوة اتخذها نحو ولاية إفريقية أن أسندها إلى إسماعيل بن عبيد الله بن أبى المهاجر بدلا من محمد بن يزيد القرشى الذى تقلدها من قبل سليمان بن عبد الملك ، والمعروف عن محمد بن يزيد أن أسرته لم تكن محمودة نتيجة لما ارتكبه من أخطاء فى حق أهل إفريقية مما أدى إلى ثورة البربر عليه وقتله (٣).
__________________
(١) وهو أول أمير شامى يدخل إفريقية أيام الأمويين ، وكان يلقب بالشيخ الأمين ، وقيل إن الخليفة أطلق فى يده خراج مصر أثناء فتح بلاد المغرب ، وقيل عنه : لو امتدت ولاية حسان لجنى المغرب على يديه كثيرا من الخير.
راجع فى ذلك ابن أبى دينار : أخبار إفريقية وتونس ١٧ ، والمالكى : رياض النفوس ج ١ ص ١١ ، ود. حسين مؤنس : فتح الرب للمغرب ص ٢٣٩.
(٢) لما أراد والى مصر عبد العزيز بن مروان الانتقام من حسان بن النعمان لمكانته الحربية عند الخليفة عبد الملك بن مروان ، فأمر أخاه بعزله وإسناد مهمة الفتح لأحد خواصه وثقته وهو موسى بن نصير ، فقد قيل عنه إنه نهب خراج ولاية البصرة ، أما عن أبيه نصير فكان يعمل فى خدمة وحراسة معاوية ابن أبى سفيان.
انظر : محمد زينهم محمد عزب ، الإدارة المركزية للدولة الأموية ـ رسالة ماجستير ص ٦٧.
(٣) ابن الأثير الكامل فى التاريخ ج ٥ ص ٥٥ ، وابن الأبار المصدر السابق ج ٢ ص ٣٣٥ ، والسيوطى تاريخ الخلفاء ص ٢٤٧ ، والنويرى المصدر السابق ج ٢٢ ص ٨٣.