فصار قوله : «لشتّان ما بين اليزيدين فى النّدى» مثلا يتمثّل به فى كل بلدة وناحيّة ، وكان وجب على ربيعة وقومه ديّات ، فقصد يزيد بن أسد ، فلم يحل منه بطائل ، ثم رحل إلى يزيد بن حاتم ، وهو بالقيروان ، فأعطاه عشرة ديّات ، ووصله وأحسن إليه إحسانا عظيما.
وفيما يؤثر من الأخبار : أن نخّاسا عرض على أحمد بن يزيد السّلمى ، ابن هذا المهجوّ ، جاريتين ، فقال : «أيّهما أحسن ، هذه أو هذه ،» فقال : بينهما ـ أعز الله الأمير ـ ما قاله الشّاعر :
* لشتّان ما بين اليزيدين فى النّدى*
فقال أحمد : «خذوا بيد ابن الفاعلة» ، فاغتمّ بما سمع ، وأنّ الشعر قد سار فى الناس ، وأنّ الرجل تمثّل به ولم يدر فيمن قيل ، وبلغ هذا الشعر أبا الشّمقمق ، فقال يمدح يزيد بن مزيد الشّيبانى :
لشتّان ما بين اليزيدين فى النّدى |
|
إذا عدّ فى النّاس المكارم والمجد |
يزيد بنى شيبان أكرم منهما |
|
وإن غضبت قيس بن عيلان والأزد |
كان أحمد بن يزيد وأبوه شريفين مذكورين. قال أشجع السّلمىّ فى علّة اعتلّها ثم أفاق :
لئن جرحت شكانك كلّ قلب |
|
لقد قرّت بصحّتك العيون |
تبيت من الحذار بنو سليم |
|
عليك وكلّهم وجل حزين |
وحقّ لّها بأن تخسى المنايا |
|
عليك وأنت منكبها اليمين |
ولو فقدتك قيس يا فتاها |
|
إذا لتضعضعت منها المتون |
ولو أنّ المنون بدت لقيس |
|
لما نالتك أو يفنى المنون |