ودخل القيروان وقتل عاصم بن جميل ، وبذلك انتهى حكم بنى عبد الرحمن بن حبيب فى إفريقية.
كل هذه الحوادث أفزعت أبا جعفر المنصور ، فأمر واليه على مصر آنذاك محمد بن الأشعث الخزاعى بالمسير إلى إفريقية وإخراج الإباضية الذين استولوا على إفريقية من الخوارج الصفرية وإعادتها إلى دولة أهل السنة والجماعة ، وكان جيش واليه يضم حوالى ٠٠٠ ، ٤٠ مقاتل ، وقد استطاع أن يعيد بن إفريقية مرة ثانية إلى مذهب السنة مذهب الدولة العباسية.
غير أن محمد بن الأشعث عين نائبا له فى إفريقية يسمى أبا الأحوص عمرو بن الأحوص العجلى ولكنه لم يتمكن من التغلب على ما كان يحدث فيها حتى طرده زعيم الخوارج الإباضية أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح بن مالك المعافرى ، وزاد خطر الخوارج الإباضية مما جعل المنصور يطلب من واليه بمصر مرة أخرى سرعة التوجه إلى إفريقية ودارت معركة فى منطقة تاورغا (الواقعة إلى الشرق من طرابلس) قتل فيها أبو الخطاب زعيم الإباضية ، فتولى زعامة الإباضية بعده يعقوب بن حاتم المعروف بأبى حاتم الملزوى (١).
وقام محمد بن الأشعث الخزاعى والى القيروان الجديد بعدة أعمال تميل إلى القسوة نذكر منها : أنه أنشأ معسكرا جديدا ، واتبع الشدة مع سكان القيروان حتى أنه أمر بقتل (٢) كل رجل يسمى بأسماء أموية مثل سفيان ومروان ، ولا نعرف سببا لهذه الظاهرة ، ولعله أراد أن يتخلص من كل شخصية يخشى منها على السلطة العباسية وإفريقية التى هى مسرح الحوادث ، وأمام هذا لابد أن نقف بعض الوقت عند هذه الولاية ، لنرى كيف كانت فى ذلك الوقت.
__________________
(١) انظر فى ذلك : النويرى ، المصدر السابق ج ٢٤ ص ٧٠ ـ ٧٤ ، وابن أبى دينار المؤنس فى أخبار إفريقيا وتونس ص ٤٦ ، وابن عذارى ، المصدر السابق ج ١ ص ٨٣ ، والأنصارى المنهل العذب فى تاريخ طرابلس الغرب ص ٦٦ ، ود / محمود إسماعيل عبد الرازق الخوارج فى بلاد المغرب ص ٧٦.
(٢) د. حسين مؤنس فتح العرب للمغرب ص ٨٢.