عليّ فقال : دمي في ثيابك يا أبا عبد الله ، قال محمّد بن علي : فلما كان بعد ذلك جعلت ذلك النصراني من بالي فرأيته يوما في الطريق ، فأمرت غلامي أن يحبسه عليّ ، فذهبت به إلى منزلي ، وسألته عما يكون بعد (١) خلفاء بني أمية واحدا واحدا. وتجاوز عن مروان بن محمّد ، قال : قلت له : ثم من؟ قال : ثم ابنك ابن الحارثية ، قال داود بن عيسى : فأخبرتني مولاة لنا ـ هي أثبت للحديث مني ـ أنه قال : هو الآن حمل.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وكان داود بن عيسى واليا على المدينة ومكة ، فكان بالمدينة ثم خرج إلى مكة فأقام بها فكتب إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق :
ألا قل لداود ذي المكرمات |
|
والعدل في بلد المصطفا |
مكة ليست بدار المقام |
|
فهاجر كهجرة من قد مضى |
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن هلال عنه ، قال : أخبرني عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو الطّيّب أحمد بن سليمان الحريري ، نا أبو عبيد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم المادرائي ، نا محمّد بن العباس المبرّد ، نا محمّد بن الوليد ، حدّثني عمي سعيد بن عمرو قال : كنا عند داود بن عيسى يوما وعنده جماعة من القرشيين وغيرهم إذ قال : لقد شهدت من أبي بكر بن عبد الله بن مصعب مشهدا ما شهدت مثله لقد رأيتنا يوما عند أمير المؤمنين الرشيد وأبو بكر بن عبد الله عنده إذ قال أمير المؤمنين من العمران؟ فأسكت الناس فلم يجبه أحد ، قال : فقال أبو بكر بن عبد الله : أبو بكر وعمر يا أمير المؤمنين ، قال : وكيف يكون أبو بكر وعمر؟ فقال : قد قال الفرزدق (٢) :
أخذنا بآفاق السماء عليكم |
|
لنا قمراها والنجوم الطوالع |
وإنما أراد الشمس والقمر فعجب لذلك منه وقال : أحسنت يا أبا بكر.
__________________
(١) رسمها بالأصل : «فعد» وفي م : فقد والصواب عن مختصر ابن منظور ٨ / ١٥٣.
(٢) البيت في ديوانه ١ / ٤١٩ والكامل للمبرد ١ / ١٨٧.