عبد الله ، قال له عوانة : أجمل الناس من نزل جبريل على صورته ـ يعني دحية الكلبي ـ.
كتب إليّ أبو طالب بن يوسف ، أنا أبو إسحاق البرمكي ح.
ثم حدّثني أبو المعمّر الأنصاري ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن بن القزويني ، وأبو إسحاق البرمكي ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن السكري ، قالا : أنا أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، قال (١) : في حديث ابن عباس أنه قال : كان دحية إذا قدم لم تبق معصر إلّا خرجت تنظر إليه.
المعصر الجارية إذا دنت من الحيض ، ويقال هي [التي أدركت](٢) قال الشاعر :
قد أعصرت أو قد دنا إعصارها (٣)
وإنما كن يخرجن ينظرن إليه لجماله ، وكان جبريل صلىاللهعليهوسلم يتشبّه به ، وإذا خرج المعاصير (٤) وهن (٥) يحجبن (٦) ويمنعن من الخروج وكان النساء أحرى الخروج ، وقال الفراء في قول الله عزوجل : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً)(٧) هي السحاب ، والأصل معاصير الجواري كلها شبهت بها ، وقال أبو عمرو : والمعصرات الكثيرات الطير (٨) ، ويقال هي ذوات الأعاصير.
فأما ما أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا محمّد بن العباس الخزّاز ، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر ، نا الوليد بن شجاع أبو همّام السلولي نا الحسين بن عيسى ، نا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن دحية الكلبي إنما أسلم في زمن أبي بكر (٩) رضياللهعنه ، فإنه منكر.
__________________
(١) الخبر في الوافي بالوفيات ١٤ / ٥ والذهبي نقله عن ابن قتيبة في السير ٢ / ٥٥٤.
(٢) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل ، والمستدرك زيادة عن الوافي بالوفيات واللفظة مضطربة في م.
(٣) الرجز في اللسان (عصر) وقبله شطران ، ونسبه إلى منصور بن مرثد الأسدي.
(٤) معاصير جمع معصر ، وتجمع على معاصر.
(٥) بالأصل وم : «وهو» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ١٦٣.
(٦) بالأصل : تحجيز ، والمثبت عن المختصر ورسمها مضطرب في م.
(٧) سورة النبإ ، الآية : ١٤.
(٨) في اللسان : «عصر» : المطر.
(٩) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٤.