أثبت منه ، قال لي أبو العلاء : وقال عمر بن جعفر البصري : ما رأيت ببغداد ممن انتخبت عليهم أصح كتبا ولا أحسن سماعا من دعلج بن أحمد.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، قال : كتب إليّ أبو ذر عبد [بن](١) أحمد ، وحدّثني عبد الغفار بن عبد الواحد عنه ، قال : سمعت علي بن عمر وذكر حكاية عن دعلج ، ثم قال : كان أبو محمّد قليل الهزو ، سمعت أن معزّ الدولة استرجع من غلامه جاشتبكين وأشهد عليه العدول وهو من وراء الستر فشهدوا ، فلما شهد الناس قالوا لدعلج : اشهد ، قال : أين المشهود عليه؟ لعله مقيد لعلّه مكره ، أبرزوه لي حتى أراه وكان خلف الستر ، فقال معزّ الدولة : ما كان فيهم مسلم غيره.
قال أبو ذر : وسمعت أن أول مال أخذه معزّ الدولة من المواريث مال دعلج خلّف ثلاثمائة ألف مثقال ذهبا ، فقال معز الدولة : دغرا (٢) ما أريده فقالوا : إنه كثير فأخذه (٣).
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت علي بن عمر الحافظ يقول : صنفت لدعلج المسند الكبير فكان إذا شك في حديث ضرب عليه ، ولم أر في مشايخنا أثبت منه.
قال : وسمعت عمر بن جعفر البصري يقول : ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصح كتبا ولا أحسن سماعا من دعلج بن أحمد (٤).
أنبأ أبو المظفّر بن القشيري ، عن محمّد بن علي بن محمّد ، أنبأ أبو عبد الرّحمن السلمي ، قال : وسألته ـ يعني الدارقطني ـ عن دعلج بن أحمد فقال : الثقة المأمون ملازم أصوله وكتبه (٥).
أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، قال : سئل أبو الحسن الدارقطني عن دعلج بن أحمد فقال : كان ثقة مأمونا ، وذكر له قصة في أمانته وفضله ونبله (٦).
__________________
(١) زيادة لازمة.
(٢) بالأصل : «مزدغرا ما» والمثبت عن بغية الطلب ، وبهامشه كتب محققه : الدغر : الاقتحام من غير تثبت.
(٣) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٥٣٣ ـ ٣٥٣٤.
(٤) سير الأعلام ١٦ / ٣٢ وبغية الطلب ٧ / ٣٥٣٣.
(٥) بغية الطلب ٧ / ٣٥٣٣.
(٦) المصدر نفسه.