نا سعيد بن يحيى ، نا أبي ، نا بسام الصيرفي ، نا عامر بن واثلة ، أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب ، فقال : يا أمير المؤمنين ما (الذَّارِياتِ ذَرْواً)(١) قال : الرياح ، قال : فما (فَالْحامِلاتِ وِقْراً)(٢) قال : السحاب ، قال : فما (فَالْجارِياتِ يُسْراً)(٣) قال : السفن ، قال : فما (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً؟)(٤) قال : الملائكة ، قال : فمن : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ، وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)(٥) قال : هم منافقو قريش ، قال : فمن : (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً؟)(٦) قال : منهم أهل حروراء ، قال : فما ذو القرنين نبي أو ملك؟ قال : ليس بنبيّ ولا ملك ، ولكن كان عبدا صالحا أحبّ الله فأحبه ، وناصح الله فنصحه ، بعثه الله إلى قوم فضرب على قرنه الأيمن فمات ، فبعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني ـ يعني إبراهيم بن المنذر ـ عن عبد العزيز بن عمران ، عن هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : سمعت ابن الكوا قال لعلي بن أبي طالب : أخبرني يا أمير المؤمنين ما كان ذو القرنين؟ قال : كان رجلا أحبّ الله فأحبه الله ، بعثه الله إلى قوم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ، ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ، ثم بعثه الله فسمّي ذا القرنين ولا نعلم (٧) أحدا من الناس كان له قرنان.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا أبو الحسين علي بن إبراهيم الواسطي ، إملاء ، نا محمّد بن أبي نعيم ، نا ربعي بن عبد الله بن الجارود ، نا سيف بن
__________________
(١) سورة الذاريات ، الآية : ١.
(٢) سورة الذاريات ، الآية : ٢.
(٣) سورة الذاريات ، الآية : ٣.
(٤) سورة النازعات ، الآية : ٥ ، وفي التنزيل العزيز : فالمدبرات.
(٥) سورة إبراهيم ، الآيتان : ٢٨ و ٢٩.
(٦) سورة الكهف ، الآية : ١٠٤.
(٧) بالأصل وم : «يعلم».