عليه إلّا الحاجة ، قال : فقال لها : قومي ، فهي لك ، ثم قال : هذه لم تذنب ، وأنا عملت ما عملت لا أعصي الله أبدا ، فمات من ليلته ، فقالت بنو إسرائيل مات الكفل وهم لا يريدون أن يصلّوا عليه ، فأصبحوا فوجدوا مكتوبا على بابه ، إن الله عزوجل قد غفر للكفل فأقر به علي.
وأما حديث شيبان :
فأخبرناه أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف في كتابه ، وأخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد ، وأبو الحسن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا عباس بن محمّد الدوري ، نا عبيد الله بن موسى ، نا شيبان بن عبد الرّحمن ، عن الأعمش ، عن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر ، قال : لقد سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم حديثا لو لم أسمعه إلّا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ، ما حدثت به ، ولكن سمعته أكثر من ذلك ، قال : كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورّع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال : ما يبكيك أكرهتك؟ قالت : لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط ، قال : فتفعلين هذا ولم تفعليه قط؟ قالت : حملتني عليه الحاجة ، قال : فنزل ثم قال : اذهبي بالدنانير لك ، ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبدا ، فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه غفر الله للكفل.
بلغني : أن ذا الكفل كان عمره خمسا وسبعين سنة (١).
__________________
(١) الطبري ١ / ٣٢٥.