طاهر الفقيه عنه ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله في رجب سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه ، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن هشام بن ملاس ، نا أبو محمّد شعيب بن عمرو ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أم قيس ابنة محصن الأسدية أخت عكّاشة ، قالت : دخلت بابني على النبي صلىاللهعليهوسلم وقد أعلقت (١) عليه من العذرة (٢) ، فقال : «على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق (٣)؟ عليكن بهذا العود الهندي (٤) ، فإن فيه سبعة أشفية ، يسعط (٥) به من العذرة وتلدّ به (٦) من ذات الجنب» [٤٠٣٨].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، قال : توفي أبو بكر خليل بن هبة الله بن الخليل في شهر رمضان من سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، وكان ثقة حدث عن عبد الوهاب بن الحسن وغيره.
__________________
(١) أعلقت عليه ، وفي رواية : أعلقت عنه. والإعلاق : معالجة عذرة الصبي ، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أمه باصبعها أو غيرها. وحقيقة : أعلقت عنه : أزلت العلوق عنه ، وهي الداهية.
(٢) العذرة بالضم ، وجع في الحلق يهيج من الدم ، وقيل هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق تعرض للصبيان عند طلوع العذرة. فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديدا وتدخلها في أنفه فتطعن ذلك الموضع فيتفجر منه دم أسود ، وذلك الطعن يسمى الدغر.
(٣) كذا في الرواية وإنما هو الإعلاق ، وهو مصدر أعلقت.
(٤) العود الهندي : القسط (الكست) انظر الطب النبوي لابن قيم الجوزية.
(٥) أي يقطر في الأنف.
(٦) يلد به ، من اللدود وهو ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم (القاموس وانظر النهاية لابن الأثير).
وذات الجنب : قرحة تصيب الإنسان داخل جنبه ، وقيل : تثقب البطن (اللسان).