محمّد الدّولابي البغدادي ، نا القاضي أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الغفار بن أحمد بن ذكوان ، نا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن جش بن محمّد المصّيصي ، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي ، نا عبد الله بن محمّد بن ربيعة القدّامي ، قال : فحدّثني الصعوب بن زهير ، عن المهاصر (١) بن صيفي العذري ، عن راشد بن عبد الرّحمن الأزدي ، قال : حدّثنا أبو عبيدة.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا أبو حنيفة إسحاق بن بشر ، عن سعيد بن عبد العزيز القرشي ، عن قدماء أهل الشام وغيرهم ، قالوا حديث عن بعض من شهد اليرموك أنهم قالوا : صلى بنا أبو عبيدة بن الجراح الغداة التي لقينا فيها الروم باليرموك فقرأ ب (الْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ)(٢) وقال. فلما قرأ : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ ، إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ)(٣) إلى قوله (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ)(٤) ، قال : فقلت في نفسي ظهرنا بالذي أجرى الله على لسانه وسررنا بذلك وقلت : عدونا نظير لهذه الأمم في الكفر والكبر والمعاصي قال : ثم قرأ في الثانية : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها)(٥) فلما قرأ : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها)(٦) إلى قوله : (وَلا يَخافُ عُقْباها)(٧) قال : فقلت في نفسي هذه أحرى إن صدق الطير ليصبّنّ الله عليهم سوط عذاب وليدمرن عليهم كما دمدم على هذه القرون ، واللفظ لحديث أبي حذيفة.
__________________
(١) كذا بالأصل وفي م : المهاجر.
(٢) سورة الفجر ، الآيتان ١ و ٢ وفي التنزيل العزيز : والفجر.
(٣) سورة الفجر ، الآيات : ٦ ـ ٨.
(٤) سورة الفجر ، الآية : ١٤.
(٥) سورة الشمس ، الآية الأولى.
(٦) سورة الشمس ، الآية : ١١.
(٧) الآية ١٥ من سورة الشمس.