ذكر العمري ، حدّثني عطاء بن مصعب ، عن الزّبرقان ، قال عطاء : سمعته أنا وخلف الأحمر عنه قال : دخل خنّابة بن كعب العبشمي على معاوية حين اتّسق له الأمر ببيعة يزيد ، وقد أتت لخنّابة يومئذ أربعون ومائة سنة ، فقال له معاوية : يا خنّابة كيف نفسك اليوم؟ فقال : يا أمير المؤمنين أمتعني الله بك (١) :
عليّ لسان صارم إن هززته |
|
وركني ضعيف والفؤاد موفر |
كبرت وأفنى الدهر حولي وقوتي |
|
فلم يبق إلّا منطق ليس يهذر |
وبين الحشا قلب كميّ مهذب |
|
متى ما يرى اليوم العشنزر يصبر |
أهمّ بأشياء كثير فيعيقني |
|
مشيئة نفس أنها ليس تقدر |
تلعبت الأيام بي فتركنني |
|
أجب السنام حائرا حين أنظر |
أرى الشخص كالشخص والشيخ مولع |
|
يقول أرى والله ما ليس يبصر |
وقال خنابة لابنيه حين كبر وحالا بينه وبين ماله (٢) :
ما أنا إن أحسنتما لي وحلتما |
|
عن العهد بالغر (٣) الصغير فأجزع |
جزيت من الغايات تسعين حجّة |
|
وخمسين حتى قيل أنت المقزّع |
المقزع : المسود.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٤) : وأمّا خنّابة ـ أوله خاء معجمة مكسورة وبعدها نون مشددة مفتوحة (٥) وبعد الألف باء معجمة بواحدة ، فهو خنّابة بن كعب العبشمي شاعر من المعمرين ، أدرك معاوية وقد بلغ مائة وأربعين سنة ، ذكره أبو حاتم في المعمرين.
__________________
(١) البيتان الأول والثاني في الإصابة.
(٢) البيتان في الإصابة ١ / ٤٦٤.
(٣) الإصابة : بالفتى الصغير فأخدع.
(٤) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤.
(٥) هذه اللفظة سقطت من الاكمال.