فلله أقوام تمادوا بشربها |
|
فأضحوا وهم أحدوثة في القوافل |
فقال معاوية : صدقت والله لكم من سيّد أدمنها فتركته ضحكة وأحدوثة ، ومن ذي رغبة فيها قد صحا عنها فصار سيد قومه وغيرهم ، والله ما وضع شيء قط الرجل كما وضعه الشراب ، والله لهي الداء العياء ، وما رأيت كذي عقل شربها أو رأى من شربها فعاد لشربها ، وقد علم ما فيها من العار والشّنار ، وإنها لهي الداعية إلى كل سوأة (١) والحاملة على كل بليّة ، والمحسّنة لكل قبيح ، وما هي بأكرومة ، وما يريد الله بها خيرا ، وإنها لتورّث الفقر والفاقة وتحمل على العظيمة وتزري بالكريم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، نا أحمد بن مروان الدّينوري ، نا محمّد بن عبد العزيز ، نا ـ (٢) عن النضر ، عن عمر بن الحسن ، عن أبيه ، قال : دخل ابن أبي أوفى النهدي على معاوية بن أبي سفيان وكان كبير السن فقال له معاوية لقد غيّرك الدهر. [فقال له :](٣) يا أمير المؤمنين ، ضعضع قناتي ، وشتت شواتي (٤) وأفنى لذاتي (٥) وتجرأ عليّ عداتي ، ولقد بقيت زمانا آنس الأصحاب (٦) ، وأسبل الثياب ، وآلف الأحباب ، فبادوا عني ، ودنا الموت مني.
قال : الشوي : جلدة الرأس ، والشوي : اليدان والرجلان.
قال لنا أبو القاسم الواسطي ، قال لنا أبو بكر الخطيب : وأما : خيار بالخاء المعجمة المكسورة والياء المعجمة باثنتين من تحتها خيار بن أوفى النهدي شاعر كان في زمن معاوية بن أبي سفيان.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٧) في باب خيار بالخاء المعجمة والراء خيار بن أوفى النهدي ، شاعر ، له مع معاوية خبر.
__________________
(١) غير واضحة بالأصل وفي م : «سوه» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ٩٧.
(٢) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا وفي م : «نا أيضا».
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) كذا بالأصل هنا ، وتقدمت في الرواية السابقة : «سراتي» وفي معجم الأدباء والأمالي : وشيب سوادي.
(٥) كذا ، وتقدمت «لداتي».
(٦) معجم الأدباء : «بالأصحاب» وفي الأمالي : وأسرّ الأصحاب.
(٧) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٩ ـ ٤١ وفيه : وأما خيار أوله خاء مكسورة بعدها ياء مفتوحة.