الثوري ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «التمسوا الخير عند حسان الوجوه» فأنكر القاضي البلخي هذا الحديث [٤٠٤٢].
وكتب ابن عقدة بالكوفة وأنفذ فيها قاصدا يسأله عن هذا الحديث فكتب ابن عقدة إليه قد كان السري بن يحيى حدّث بهذا الحديث في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا في سنة كذا وكذا ، فإن كان هذا الشيخ قد حضر في ذلك فقد سمعه فأنفذ البلخي وأنا مقيم بدمشق : أن أنفذ إليّ الأصل ، فأنفذته إليه فوافق ما كتب به ابن عقدة من التاريخ ، فاستحلني البلخي ، فلم أحله ، قال أبو عبد الله : حدّثنا به خيثمة ، نا السري بن يحيى ، عن قبيصة ، عن سفيان ، وذكره.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، سألت أبا بكر الخطيب عن خيثمة بن سليمان فقال : ثقة ثقة ، قلت : يقال إنه كان يتشيع ، فقال : ما أدري غير أنه قد جمع فضائل الصحابة لم يخصّ واحدا عن الآخر (١).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، قال : وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس والد شيخنا سعيد : توفي أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وذكر أنه سأله عن مولده فذكر أن مولده سنة سبع وعشرين (٢).
وقال غيره : سمع الحديث على كبر سنه سبع عشرة ومائتين ، سمع بعد الستين ومائتين ، وحدّث عن شيوخ الشام والساحل وحمص ودمشق وغيرهم من الكوفيين والبغداديين حدّث عن العباس بن الوليد البيروتي ، وعن أحمد بن الفرج الحمصي ، ومحمّد بن عوف الطائي الحمصي ، وإسحاق بن سيار النصيبي وغيرهم ، ثقة مأمون.
كان يذكر أنه من العبّاد غير أن بعض الناس رماه بالتشيع ، حدّثنا عنه أبو القاسم صدقة بن محمّد بن مروان القرشي ، وأبو نصر حديد بن جعفر الرماني ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر وعده غيرهم ، وذكر ابن فطيس أنه مات وهو ابن مائة وستة (٣) وعشرين سنة ، وذكر غيره أنه توفي في رجب من هذه السنة ، فالله أعلم.
__________________
(١) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٩٤.
(٢) نقل الذهبي الخبر في سير الأعلام ١٥ / ٤١٣ وصوّب قول ابن أبي كامل أنه ولد سنة ٢٥٠.
(٣) كذا بالأصل وم.