عثمان البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك ، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك أن عبادة بن نسي أخبره أنه سمع قيس بن الحارث يقول : أخبرني أبو عبد الله الصّنابحي.
أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر فصلّى وراء أبي بكر المغرب ، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأولتين (١) بأم القرآن وسورة من قصار المفصل ، ثم قام في الركعة الثالثة فدنوت منه حتى إنّ ثيابي لتكاد تمسّ ثيابه ، فسمعته قرأ بأم القرآن وهذه الآية (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، وأبو المواهب أحمد بن محمّد (٢) بن عبد الملك بن عبد العزيز ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثني محمّد بن وزير الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا ابن جابر أن يحيى بن يحيى الغسّاني حدّثه عن محمود بن لبيد الأنصاري (٣) ، حدّثه عن الصّنابحي.
أنه صلّى خلف أبي بكر الصّديق فقرأ في الركعتين الأولتين (٤) بأمّ القرآن وسورة من قصار [المفصل](٥) يجهر بالقراءة ، فلما قام في الثالثة ابتدأ القراءة ، فدنوت منه حتى كادت ثيابي تمسّ ثيابه ، فسمعته قرأ بأمّ القرآن ، وقرأ (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) الآية.
قال : ونا محمّد بن وزير ، نا الوليد ، عن أبي عمرو ، ومالك بن أنس ، عن أبي عبيد حاجب سليمان أن قيس بن الحارث حدّث عمر بن عبد العزيز أنه سمع الصّنابحي يحدّث بمثل ذلك.
قال أبو عبيد : فأخبرني عبادة بن نسيّ أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول لقيس بن الحارث كيف حدثتني عن الصّنابحي؟ فحدّثه بهذا الحديث ، فقال عمر : ما تركتها منذ
__________________
(١) في المطبوعة : الأوليين.
(٢) «بن محمد» سقط من المطبوعة ، واللفظتان بالأصل وم وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٥٨٦.
(٣) بالأصل «الأمصاري» خطأ ، وفي م النون في الأنصاري مهملة ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٤٨٥.
(٤) في المطبوعة : الأوليين.
(٥) الزيادة عن م.