فقلت : والله لئن امتحني قتلني صبابة (١) ، فقلت : أعظم الله أجرك أيها الخليفة ، فقال : في من؟ قلت : في القرآن ، قال : ويحك ، والقرآن يموت؟ قلت : نعم ، أليس كل مخلوق يموت ، فإذا مات القرآن في شعبان فمن يصلي بالناس في رمضان ، فقال : أخرجوه فإنه مجنون.
رواها غيره ، عن قاسم ، فقال : عن أبيه.
أخبرنا بها أبو الحسن علي بن زيد السّلمي ، أنا سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا أبو القاسم عبد الله بن عبد الوهّاب بن برد بن محمّد بن بشر بن عبد الله بن محمّد بن برد الثقفي ـ بدمياط ـ أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن عمر بن أبي النحم ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ـ بمكة ـ نا أحمد بن محمّد بن قبيصة صاحب أحمد بن حنبل ، نا قاسم بن العريب (٢) من ولد أبي أيوب الأنصاري ، عن أبيه قال :
دخل (٣) عبّادة المخنّث على الواثق فبعض يضرب ، وبعض يقتل في خلق القرآن ، قال : وبعض يحبس ، قال : فقال عبّادة : والله إن امتحنني أمير المؤمنين ليقتلنّي ، ولكن أبدأه أنا ، قال : فقلت : أعظم الله أجرك يا سيدي ، قال : فقال لي : ويلك فيمن؟ قال : قلت : في القرآن ، قال : فقال لي : ويلك يموت؟ قال : قلت : نعم ، كل مخلوق هو ميت ، فإذا مات القرآن في شعبان من يصلّي بالناس في رمضان ، فقال : أخرجوه ، أخرجوه.
قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمّار ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ـ ونقلته أنا من خطه ـ حدّثني أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أبي الخطاب ، نا محمّد بن نشيط قال :
بلغني أنه كان لرجل على عبّادة المخنّث دين ، فكان يتردد إليه كل يوم فيقال : ليس هو في البيت ، فغلّس عليه يوما في الثلث الأخير ، فدقّ الباب ، فقيل : ليس هو هاهنا ، فصاح الرجل واستغاث بالجيران ، فلما اجتمعوا قال : يا معشر الناس في الدنيا أحد ليس
__________________
(١) كذا بالأصول ، وفي عقلاء المجانين : «فبدأته» مكان «صبابة».
(٢) في المطبوعة : «غريب» والمثبت يوافق عبارة م وعقلاء المجانين.
(٣) سقطت من الأصل واستدرك على هامشه وبجانبها كلمة صح.