قال : ونا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا يزيد قال : قال محمّد ـ يعني ابن إسحاق ـ حدّثني من سمع عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان الذي أسر العبّاس بن عبد المطلب أبو اليسر بن عمرو ـ وهو كعب بن عمرو ، أحد بني سلمة ـ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كيف أسرته يا أبا اليسر؟» قال : لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل ، هيئته كذا ، هيئته كذا ، قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد أعانك عليه ملك كريم» ، وقال للعباس : «يا عباس أفد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ، ونوفل بن الحارث ، وحليفك عتبة بن جحدم» أحد بني الحارث بن فهر ، قال : فأبى وقال : إنّي كنت مسلما قبل ذلك ، وإنّما استكرهوني ، قال : «الله عزوجل أعلم بشأنك ، إن يك ما تدّعي حقا ، فالله يجزيك بذلك ، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا ، فافد نفسك» وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أخذ معه (٢) عشرين أوقية ذهبا ، فقال : يا رسول الله أحسبها لي من فدائي ، قال : «لا ، ذاك شيء أعطاناه الله عزوجل منك» قال : فإنه ليس لي مال ، قال : «فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند أم الفضل وليس معكما أحد غيركما (٣) فقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ، ولعبد الله كذا» ، قال : فو الذي بعثك بالحق ما علم (٤) بهذا أحد من الناس غيري وغيرها ، وإني أعلم أنك لرسول الله [٥٥٧٤].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : ثم رجع الإسناد الأول ـ يعني حدّثني الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
فبعثت قريش إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في فداء أسرائهم ، ففدى كلّ قوم أسيرهم بما تراضوا ، وقال العبّاس بن عبد المطّلب : يا رسول الله إنّي قد كنت مسلما ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الله أعلم بإسلامك ، فإن يكن كما تقول فالله يجزيك بذلك ، فأمّا ظاهر أمرك فقد كان علينا ، فافد نفسك وابنيّ أخيك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ١ / ٧٥٥ رقم ٣٣١٠.
(٢) كذا بالأصول ، وفي المسند : «منه» وهو أشبه ، باعتبار ما يرد من كلام العباس.
(٣) في م : غيرهما.
(٤) بالأصل «أعلم» والمثبت عن م والمسند.