في آخرين قالوا : أنا محمّد بن محمّد بن محمّد البزار ، نا محمّد بن عمرو بن البختري ، نا محمّد بن أبي العوام ، نا أبي قال : سمعت الهيثم بن معاوية يقول :
للعبّاس بن عبد المطّلب عدّة في كتاب الله ليس لغيره : وعده الله عزوجل إياها فهي تقرأ إلى يوم القيامة تكون له ولولده من بعده ، قال الله عزوجل في كتابه : (إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للعبّاس (١) : «وفيت فوفى الله لك» ، وذلك أن الإيمان كان في قلبه [٥٥٨٤].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الطّيّب محمّد بن محمّد بن عبد الله الشعيري ، نا محمّد بن عصام ، أنا حفص بن عبد الله ، نا إبراهيم بن طهمان ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك قال :
أتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمال من البحرين فقال : «انثروه في المسجد» ، قال : وكان أكثر مال أتي به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الصّلاة ولم يلتفت إليه ، فلما قضى الصّلاة جاء فجلس إليه ، فما كان يرى أحدا إلّا أعطاه ، إذ جاءه العبّاس ، فقال : يا رسول الله أعطني فإني فاديت نفسي ، وفاديت عقيلا ، قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خذ» ، فحثا في ثوبه ثم ذهب يقلّه فلم يستطع فقال : مر بعضهم برفعه إليّ ، قال : «لا» قال : فارفعه أنت علي ، قال : «لا» قال : فنثر منه ثم احتمله فألقاه على كاهله ، ثم انطلق قال : فما زال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتبعه بصره حتى خفي عنه عجبا من حرصه ، فما قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم وثم منها درهم.
أخرجه البخاري في الصحيح (٢) فقال : وقال إبراهيم : فذكره.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا عمرو بن عاصم ، نا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال :
بعث ابن الحضرمي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من البحرين بثمانين ألفا ما أتاه مال أكثر منه
__________________
(١) سقطت اللفظة من م.
(٢) صحيح البخاري ١ / ١١٤ في كتاب الصلاة ، باب القسمة وتعليق القنو في المسجد.
(٣) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٥٠٣.