يجري مني مجرى الدم ، وجعلته يراني ولا أراه ، ثم قلت لي استمسك ، إلهي كيف أستمسك إن لم تمسكني؟ ، إلهي ، في الدنيا الهموم والأحزان ، وفي الآخرة العقاب والحساب ، فأين الراحة والفرج؟.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو (١) محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل ، قالا : نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك ، أنا شعبة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن الوليد أبي بشر ، عن سهم بن سفيان (٢) قال : أتيت عامر بن عبد الله فخرج عليّ وقد اغتسل ، فقلت : كأنك تعجبك الغسل ، قال : ربما فعلت ، ثم قال : ما جاء بك؟ قلت : الحديث ، قال : أو عهدك فيّ (٣) أحبّ الحديث؟
قال ابن صاعد : لا أعلم روي هذا عن شعبة إلّا ابن المبارك.
قد (٤) رواه عن شعبة أيضا الحسن بن موسى الأشيب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، نا الرّياشي ، عن الأصمعي قال : سئل عامر بن عبد الله فقيل له : ما تقول في الإنسان؟ فقال : ما أقول في شيء كان أبوه أصله ، وابنه فرعه ، فما بقاء شيء لم يبق فرعه ومات أصله؟.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قرأت بخطّ أبي عمرو المستملي ، سمعت أبا أحمد الفراء يقول : سمعت علي بن عثّام يقول : إنما أخذ العقل من عقال الإبل ، وذاك أنها تنزع من أوطانها [وتشرد فترجع إلى أوطانها](٥) فكذلك العقل يعقل صاحبه ، قال عامر بن عبد قيس : إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن
__________________
(١) كتبت في م بين السطرين.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «شقيق» وقد نبّه محققها إلى أن سفيان خطأ وصواب : «شقيق» انظر ما لاحظه في الحاشية.
(٣) في م : بي.
(٤) في المطبوعة : «قلت : قد رواه ...».
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.