أن سلمان الخير حين حضره الموت غربوا (١) عنه بعض الجزع ، قالوا : وما يجزعك يا أبا عبد الله وقد كانت لك سابقة في الخير ، شهدت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم مغازي حسنة ، وفتوحا عظاما ، قال : يجزعني أن حبيبنا صلىاللهعليهوسلم حين فارقنا عهد إلينا ، قال : «ليكفي (٢) الرجل منكم كزاد الراكب» فهذا الذي أجزعني ، فجمع ، مال سلمان : فكان قيمة خمسة عشر دينارا [٥٤٨٩].
قال أبو حاتم : عامر هذا هو عامر بن عبد قيس ، وسلمان الخير هو الفارسي.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام الرازي ، أنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل البصري ، نا محمد بن زكريا الغلّابي ، حدثتني حميدة بنت رزيق (٣) المجاشعية قالت : حدثنى أبي قال :
كان عامر يأتي الحسن فيجلس إليه ثم تركه فجاءه الحسن يوما وأصحابه ، فدخلوا عليه فقال له الحسن : يا أبا عبد الله لم تركت مجلسنا؟ أرابك منّا شيء فنعتبك؟ قال : لا ، ولكني سمعت أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يقولون : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ أطولكم حزنا في الدنيا أطولكم فرحا في الآخرة ، وإنّ أكثركم شبعا في الدنيا لأكثركم جوعا في الآخرة» ، فوجدت البيت أصلا لقلبي ، وأقدر لي على ما أريد مني ، فخرج وهو يقول : هو ـ والله ـ أفقه منّا.
وروي أتم من هذا ولم يرفع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي ، أنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق ، أنا محمد بن عبد الله بن باكوية ، نا عبد الواحد بن بكر الورثاني ، نا أبو بكر أحمد بن سعيد (٤) الخزّاز (٥) ـ بموقان ـ نا عبد الرحمن بن محمد بن سعدان ، نا أحمد بن المقدام ، نا حمّاد بن واقد ، نا عبد الرحمن الحداد ، عن الحسن البصري قال :
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي م : «عربوا عنه» وفي المطبوعة : عرفوا منه.
(٢) كذا بالأصل ، وفي م ، وهو خطأ والصواب : ليكف.
(٣) كذا بالأصل ، وفي م بتقديم الراء ، وفي المطبوعة : زريق بتقديم الزاي.
(٤) عن م وبالأصل : سعد.
(٥) بالأصل : «الحراز نوفان» وفي م : «الرارنوقان» وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت عن المطبوعة.