على حرّ النهار وبرد الليل ، وإنّي أستعين بالله على مصرعي هذا بين يديه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر ، أنا أبو الحسين ، أنا الحسين ، نا عبد الله ، حدثني محمد بن الحسين ، نا يعقوب بن إسحاق المقرئ ، نا عبد المؤمن بن عبيد الله السّدوسي (١) ، قال : سمعت زيادا (٢) النميري بقول : بلغني أن عامر بن عبد الله لما نزل به الموت بكى ثم قال : لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون ، اللهمّ إنّي أستغفرك من تقصيري وتفريطي ، وأتوب إليك من جميع ذنوبي ، لا إله إلّا أنت ، ثم لم يزل يردّدها حتى مات.
أنبأنا أبو الحسن الفرضي وغيره ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي (٣) ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطّرسوسي ، أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي ، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش ، نا محمد بن إسحاق الصاغاني ، نا سعيد بن عامر ، عن سعيد بن أبي عروبة قال : بكى عامر بن عبد الله عند موته فقيل له : ما يبكيك؟ قال : قول الله تعالى : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر ، أنا (٤) الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمد بن أبي شريح ، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر ، نا حم بن نوح ، نا عمر بن هارون ، نا هشام الدّستوائي ، عن قتادة بن دعامة السّدوسي ، أن عامر بن عبد قيس لما احتضر بكى ، فقيل له : ما يبكيك؟ فقال : ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن أبكي على الظمأ في الهواجر ، وعلى قيام ليلة الشتاء.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أحمد بن الخضر الشافعي ، نا علي بن محمد الطوسي ، نا سهل بن إسحاق النيسابوري ، نا مكي بن إبراهيم ، نا هشام ، عن قتادة : أن عامر بن عبد قيس لما حضره الموت جعل يبكي ، فقيل له : ما يبكيك؟ قال : ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ،
__________________
(١) عن م وبالأصل : العبدوسي.
(٢) في م : زياد.
(٣) زيد بعدها في المطبوعة : الحافظ.
(٤) سقطت «أنا» من م.