ولدى (١) حنين قد وقفنا موقفا |
|
رضي الإله به فنعم المجلس |
وغداة أو طاس شددنا شدّة |
|
كفت العدوّ وقيل منها احبسوا (٢) |
وعلى حنين قد وفى من جمعنا |
|
ألف أمدّ به الرسول عرندس (٣) |
كانوا أمام المؤمنين ودونه |
|
والشمس يومئذ عليهم أشمس |
تدعو هوازن بالإخاء وبيننا |
|
ثديّ يمتّ به هوازن أيبس |
حتى تركنا جمعهم وكأنه |
|
عير بقاعة للسباع مقرّس (٤) |
وقال العبّاس أيضا في حنين (٥) :
نصرنا رسول الله من غضب له |
|
بألف كميّ ما تعدّ حواسره |
وكنا على الإسلام ميمنة له |
|
وكان لنا عقد اللواء وشاهره |
ونحن حملنا عامل الرمح راية |
|
تذود بها في حومة الموت ناصره |
ونحن خضبناها دما فهو لونها |
|
غداة حنين يوم صفوان شاجره |
وقال العباس بن مرداس أيضا (٦) :
ألا أبلغ (٧) الأقوام أنّ محمدا |
|
رسول الإله أيد حيث يمّما |
دعا ربه واستنصر الله وحده |
|
وأصبح قد وفّى إليه وأنعما |
سرينا وواعدنا قديما محمدا |
|
يؤم بنا أمرا من الله محكما |
تهازوا (٨) بنا في الفجر حتى تبينوا |
|
مع الفجر فتيانا وغابا مقوما |
على الخيل مشدود علينا دروعنا |
|
وخيلا كدفاع الأتيّ عرمرما |
فإن سراة الحي إن كنت سائلا |
|
سليم وفيهم منهم من تسلّما |
__________________
(١) في م : «ولذي حنين» وصدره في ابن هشام :
ولقد حبسنا بالمناقب محبسا
(٢) بالأصل وم : «احمسوا» وفي ابن هشام : «يا احبسوا» والمثبت عن المطبوعة.
(٣) عرندس : شديد.
(٤) بالأصل وم : «عنز» والمثبت «عير» عن ابن هشام ، وفي ابن هشام «تعاقبه» وبالأصل وم : لقاعة والمثبت عن المطبوعة. وبالأصل وم : «معرس» والمثبت عن ابن هشام ، والمفرس : المعقور ، افترسته السباع.
(٥) الأبيات من أبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١١١.
(٦) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١١٢ والأغاني ١٤ / ٣٠٦.
(٧) في ابن هشام : «من مبلغ الأقوام» وفي الأغاني : بلغ عباد الله.
(٨) في ابن هشام : «تماروا بنا» ، والغاب هنا : الرماح.