رجلين ، فانهزموا ، وأفلت ابن الحارث بن عبد الرّحمن الحرشي (١) بطعنة. وأقام الناس من يوم الخميس إلى يوم الاثنين.
فلما كان يوم الاثنين جمعت اليمن وجاءهم أهل الأردن وأهل الجولان والبقاع وجاءت معهم كلب : بنو عليم وبنو عبد الله ، وبنو بلخ (٢) ، وهم متساندون ، وجاء وريزة بن مالك العنسي ، وأحمد ويزيد ابنا معتوف (٣) ، وابن الحارث الحرشي (٤) ، وابن عصمة بن عصام الكلبي ، وابن الغمر السّكسكي ، ورئيسهم وريزة ، وأتى الخبر أبا الهيذام ، فأرسل في الوجه الذي كان يرى أنهم يأتونه (٥) منه ، فلم يروا أحدا وأقبلوا من ناحية بستان إبراهيم بن صالح ، وفيه شجر جوز دوح عظام تظلّ الشجرة مائتي رجل ، فاسندوا رماحهم في أضعاف الشجرة ، فلم يرهم ربيئة أبي الهيذام ، وأبو الهيذام قد أمن ذلك الوجه لأنه سدّ وبناء فلما انتصف النهار ولم ير شيئا أمر أصحابه فدخلوا المدينة ، ودخل معهم وخلف دعامة في سبعة فوارس ، وإسحاق في قبة له ينظر ، فلما رآه قد دخل أمر بذلك السدّ فهدم ، وأرسل إلى اليمانية : دونكم ، فخرجوا من السدّ ، فحملوا على دعامة فدخل المدينة ، وأبو الهيذام واقف عند باب الصغير ، ودخل اليمانية المدينة ، فصاحوا بالنساء ، اخلفن وحمل (٦) على أبي الهيذام ، فلم يتحلحل ، وقال أبو الهيذام لبيهس ودعامة : اخرجا في رفق لعلكم تأتونهم من ورائهم ، فخرجا في فوارس فلم يشعروا بهم إلّا وأعلامهم من ورائهم ، فتنادوا : الكمين الكمين ، فانهزموا وتلقى أبو الهيذام رجلا من حجور ، صاحب علمهم فضربه فوقع سيفه في معذّرة فرسه ، فأسرع فيه وشبّ الفرس فضربه أبو الهيذام ففلق (٧) هامته ، وانهزموا حتى انتهوا إلى بستان عاتكة عند دار الحجّاج ، فدخلوا البستان وبقي خمسون من حماتهم ، فنادوا أين يا أبناء الحرائر؟ فحمل عليهم دعامة في خمسة فوارس فانهزموا فأقحموا ثغرة البستان ، واتبعهم فانتهوا إلى ثغرة أخرى ، فناداهم : ألقوا أنفسكم ، فألقوا أنفسهم (٨) ، فأخذ ثمانية عشر
__________________
(١) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : الجرشي.
(٢) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : بنو بلج.
(٣) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : معيوف.
(٤) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : الجرشي.
(٥) في م : يأتون.
(٦) لفظة «حمل» كتبت بين السطرين بالأصل :
(٧) رسمها وإعجامها مضطرب بالأصل وم ، والصواب عن المطبوعة.
(٨) قوله : «فألقوا أنفسهم» سقط من م.