ثكلته أمه ، [ثكلته أمه](١) أهرب عن الناس إلّا عن مضر ، قال : ألست من محارب خصفة (٢)؟ قال : بلى ، [قال](٣) فإذا رأيت قيسا قد توالت الشام فخذ حذرك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا أبو الحسن (٤) علي بن إبراهيم الواسطي ، نا محمّد بن أبي نعيم ، نا ربعي (٥) بن عبد الله بن الجارود ، نا سيف بن وهب مولى لبني تميم (٦) قال : قال لي أبو الطّفيل :
ألا أحدثك بحديث عن حذيفة بن اليمان : كان رجل يقال له عمرو بن صليع ، وكانت له هيبة وكان بسني يومئذ ، وكنت بسنك يومئذ ، فأخذ بيدي ، فأتينا حذيفة وهو بالمدائن في مسجد محصوب ـ يعني فيه حصا ـ قال : فأما أنا فمنعتني الحداثة ، فقعدت في أدنى القوم ، وأما عمرو بن صليع فمضى حتى قام بين يدي حذيفة فسلم عليه ، فقال : كيف أصبحت يا أبا عبد الله ، أو كيف أمسيت؟ قال : أحمد الله ، فقال له عمرو بن صليع : ما هذه الأحاديث التي تبلغنا عنك؟ قال : وما يبلغك عني يا عمرو بن صليع؟ قال : أحاديث لم نسمعها ، فقال : والله لو حدثتكم بما أعلم ما انتظرتم بي جنح هذا الليل المظلم ، ولكن يا عمرو بن صليع إذا رأيت قيسا نزلت الشام فالحذر الحذر ، فو الله لا يدع قيس عبدا مواليا إلّا أخافته أو قتلته ، والله ليأتين عليهم زمان لا يمنعوا (٧) فيه ذئب (٨) تلعة ، قال : فقال له عمرو بن صليع : ما ينصبك على قومك يرحمك الله؟ قال : هو ذاك الآن. ثم قعد عمرو بن صليع.
ذكر أبو عبد الله محمّد بن يوسف الهروي ، أنا ابن عبد الحكم ـ يعني محمّدا ـ قال :
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن م.
(٢) بالأصل وم : حفصة ، خطأ والصواب ما أثبت ، انظر جمهرة ابن حزم ص ٢٥٩.
(٣) الزيادة لازمة ، عن م.
(٤) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : «أبو الحسين» ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ٣٣٥ وكناه : أبا الحسين.
(٥) «نا ربعي» سقط من م ، فاختلّ المعنى.
(٦) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : لبني تيم.
(٧) كذا بالأصل وم.
(٨) كذا بالأصل وم ، وانظر ما لاحظناه في الخبر السابق بشأنها.