منه الجامكية والجراية. ومات أمين الدولة السامري وقد اجتمع عنده نحو عشرين ألف مجلد لا نظير لها في الجودة. وكان مهذب الدين الدخوار صاحب مدرسة الطب بدمشق من أهل القرن السابع اقتنى كتبا كثيرة ، واقتنى من آلات النحاس التي يحتاج إليها في علم الهيأة والنجوم ما لم يكن عند غيره أي إنه كان عنده مرصد فلكي وخزانة كتب.
وجمع جمال الدين بن القفطي (٦٤٦) في حلب ما لا يوصف من الكتب ، وكانت خزانته تساوي خمسين ألف دينار. وكانت خزانة قطب الدين النيسابوري مهمة وقفها على إحدى المدارس بدمشق. وكان الملك الناصر ابن الملك المعظم عيسى (٦٥٦) معنيا بتحصيل الكتب النفيسة ، وكان جمع قبله محمد بن عمر ابن شاهنشاه صاحب حماة وابن صاحبها من الكتب ما لا مزيد عليه ، وكان في خدمته ما يناهز مائتي متعمم من الفقهاء والأدباء والنحاة والمشتغلين بالحكمة والمنجمين والكتاب (٦١٠) ووقف الملك الأشرف موسى (٦٣٥) كتبه بالمدرسة الأشرفية بدمشق ، واشتهرت في هذا القرن خزانة ابن أبي أصيبعة وتلميذه ابن القف بدمشق. ومن خزائن القرن الثامن والتاسع والعاشر التي بلغنا خبرها خزانة أبي الفداء صاحب حماة فإنه جمع من الكتب سبعة آلاف مجلد وقفها على جامع الدهشة. ولم يقم في هذا القرن بعد الملوك من بني أيوب أحد من الأمراء عني بالكتب وتسبيلها على المطالعة ، فالقرن الثامن كان خاتمة هذه الحركة المباركة في الشام.
ومن الخزائن في هذه الحقبة خزانة ناصر الدين العسقلاني (٧٢٣) فقد خلف ثماني عشرة خزانة مملوءة كتبا نفيسة. واقتنى ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية خزانة مهمة. وملك عمر القرشي الدمشقي (٧٩٢) من نفائس الكتب شيئا كثيرا. ووقف تقي الدين اليلداني أكثر كتبه ومجاميعه بالخزانة الفاضلية بالكلاسة بدمشق سنة (٦٥٥) وحصل شمس الدين البعلي كتبا وكتب بخطه المليح شيئا كثيرا (٧٧٤) ، وخلف الفتح الفارقي (٦٩٤) ألفي مجلدة ومائتي مجلدة. وكانت خزانة ابن رواحة الحموي (٦٢٢) في مدرسته بدمشق. وخلف بدر الدين ابن غانم الدمشقي ألفي مجلدة. واجتمع لشرف الدين البارزي الحموي (٧٣٨) من الكتب ما لم يجتمع لأهل عصره. وكانت