الحنيفية ـ دين إبراهيم عليهالسلام ـ فأما ورقة : فتنصر وقرأ الكتب ، وأما عثمان بن الحويرث : فصار إلى قيصر وتنصر ، وأما زيد بن عمرو : فخرج حتى بلغ الرقة من أرض الحيرة ، فلقي بها راهبا ، فأخبره أنه أظل زمان نبي يخرج من مكة يبعث بدين الحنيفية ، فرجع يريد مكة ، فعدت عليه لخم فقتلوه (١).
ولما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان بمكة يهودي ، فحضر مجلس قريش وقال : ولد في هذه الليلة نبي بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنها عرف وثن ، فوجدوا قد ولد لعبد المطلب غلاما سموه محمدا ، فأخبروا اليهودي ، فأتى ونظره وقال : ذهبت النبوة من بني إسرائيل يا معشر قريش ، والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق إلى المغرب ، وكان في القوم هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة بن ربيعة فعصمه الله تعالى منهم (٢).
وسمع هاتف من الجن يهتف على جبل الحجون [وهو يقول شعرا :](٣)
فأقسم ما أثنى من الناس أنتجت |
|
ولا ولدت أنثى من الناس واجده |
كما ولدت زهرية ذات مفخر |
|
مجنه لوم للقبائل ماجده |
__________________
(١) الخبر أورده ابن هشام في السيرة ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٥ ، ٢٣٥ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٦١٦ ـ ٦١٧ ولم يذكر الشعر ، وابن كثير في البداية ٢ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ولم يذكر الشعر.
(٢) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٥٣ عن هشام بن عروة ، وابن الجوزي في المنتظم ٢ / ٣٤٢.
(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).