واحد ، بعضهم رأى ذلك في اليقظة (١) ، وبعضهم في النوم ، أخبرتني والدتي أيدها الله تعالى أنها سمعت أمها تقول ، سمعت الضياء المالكي يقول : كان على باب إبراهيم بالحرم الشريف المكي فقيرة مقعدة ، تسمى موفقة ، قال : بينما نحن جلوس ذات يوم إذ أتتنا تمشي كأن لم يكن بها شيء ، قالت : قمت سحر ، وقلت من يعطيني قليل ماء أتوضأ به ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأخذ بيدي ، قال : قومي يا موفقة ، فقمت (٢) ، وأرتني قبرها بالمعلاة في أول شعب دكانه ، وعليها حجر مكتوب فيه : هذا قبر الفقيرة إلى الله عتيقة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، من الزمن ، الموفقة كلثم ابنة خليل بن إبراهيم الأنصاري ، توفيت ليلة التاسع عشر من رمضان سنة ثلاث وأربعين وستمائة. وقبر الضياء المالكي جانب قبرها من جهة القبلة.
وعن عمر بن محمد (٣) لما كانت أيام الحرة ، ترك الآذان بمسجد رسول الله تعالى عليه وسلم ، ثلاثة أيام ، وخرج الناس إلى الحرة ، وجلس سعيد بن المسيب في المسجد قال : فاستوحشت ، فدنوت من قبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فلما حضرت الصلاة سمعت الآذان في قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فصليت ركعتين ، ثم سمعت الاقامة ، فصليت الظهر ، ثم جلست حتى صليت العصر ، فسمعت الآذان في قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم سمعت / الاقامة ، ثم لم أزل أسمع الآذان والاقامة في قبره صلىاللهعليهوسلم ، حتى
__________________
(١) و (٢) هذه الحكايات لا دليل عليها من الكتاب والسنة ، فهي مجرد نتائج بلا مقدمات. أي أحكام بلا دلائل وخرافات وادعاءات باطلة.
(٣) عمر بن محمد النوفلي المدني ، روى عنه الزهري ، وكان محدثا ثقة من السادسة.
انظر : ابن حجر : التهذيب ٧ / ٤٩٤ ، التقريب ص ٤١٦.