قال (١) : «ولما حج السلطان الملك الظاهر في سنة سبع وستين وستمائة ، اقتضى رأيه على أن يدير على الحجرة الشريفة درابزينا فقاس ما حولها بيده وعمل الدرابزين الموجود اليوم ، وأرسله في سنة ثمان وستين ، وأداره عليها ، وفيه ثلاثة أبواب : قبلي وشرقي وغربي ، ونصبه ما بين الأساطين التي تلي الحجرة الشريفة ، إلا من ناحية الشمال ، فإنه زاد فيه إلى متهجد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وظن أن في ذلك زيادة حرمة الحجرة المقدسة ، فحجز طائفة من الروضة مما يلي بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلو كان عكس ما حجزه وجعله من الناحية الشرقية [وألصق الداربزين بالحجرة مما يلي الروضة ، لكان أخف ، إذ الناحية الشرقية](٢) ليست من الروضة ، ولا من المسجد القديم ، بل مما زيد في أيام الوليد».
ثم قال (٣) : «ولم يبلغني أن أحدا من أهل العلم والصلاح ممن حضر ذلك ولا ممن رآه بعد تحجيره أنكر ذلك ، ولا ألقى إليه بالا ، وهذا من أهم ما ينظر فيه ، وكان الدرابزين الذي عمله الملك الظاهر نحو القامتين ، فلما كان في تاريخ سنة أربع وتسعين وستمائة زاد عليه الملك العادل زين الدين كتبغا ، شباكا دائرا عليه ، ورفعه حتى أوصله السقف».
قال رحمهالله (٤) : «ومما أحدث في صحن المسجد الشريف قبة كبيرة / عمّرها الإمام الناصر لدين الله في سنة ست وسبعين وخمسمائة لحفظ حواصل الحرم وذخائره ، مثل المصحف العثماني ، ولما احترق المسجد سلم
__________________
(١) أي المطري في التعريف ص ٤٢ ، ونقله عنه : النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٢٣).
(٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٣) أي المطري في التعريف ص ٤٢ ، ونقله عنه : النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٢٤).
(٤) أي المطري في التعريف ص ٤٢ ، ونقله عنه : النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٢٤ ـ ٢٢٥).