مات محمود سنة [إحدى وعشرين وأربعمائة (١) ، وانقرض ملك السامانية في سنة](٢) تسع وثمانين وثلثمائة ، وكان ملكهم مائة سنة وسنتين ، وآخر ملوكهم الحارث بن منصور بن نوح بن منصور بن نوح ـ وأبوه الساماني نوح ابن منصور الملك ـ ثم قبض على الحارث وأجلس عبد الملك أخوه ، فقصدهم محمود المذكور (٣). انتهى.
قال سيدنا عبد الله بن أبي جمرة (٤) : «إن الملك إذا جاء لتصوير المولود في بطن أمه ، نصب له سبعون من جدوده على ما رواه أبو داود ، ثم يلقى الله سبحانه شبهه على من يشأ منهم ، ويكون الجنين في البطن معتمدا بوجهه على رجليه [وبراحتيه](٥) على رأسه ، وأنفه بين ركبتيه ، وعيناه على ركبتيه ، وظهره / إلى وجه أمه ، وبعد أربعين يوما من حمله يؤتى بتراب تربته ويعجن به وينفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين يوما ، ويتنفس بنفس أمه ، وعند ولادته يقدم رأسه ، وقد يقدم الرجلان في كثير من الناس ، وتلد المرأة من واحد إلى عشرة ، وخلق الله في كل شخص ثلثمائة وستين عظما ، وقيل : مائتان وأربعون سوى السمسمانية ، وعروق القبض والبسط ثلثمائة وستون ، والعين
__________________
(١) توفى محمود في جمادى الأولى وقيل في ربيع الأول في مدينة غزنة.
انظر : ابن الجوزي : المنتظم ١٥ / ٢١٢ ، الذهبي : العبر ٢ / ٢٤٥ ، تاريخ الاسلام حوادث سنة ٤٢١ ه ص ٧٤ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٣ / ٢٢١.
(٢) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٣) قال الذهبي في تاريخ الإسلام حوادث سنة ٣٨٩ ه ص ٢٥ ، ٢٣١ : «في سنة ٣٨٩ ه عزل ملك ماوراء النهر منصور بن نوح ، وحبس بسرخس ، وبويع أخوه عبد الملك فبقي في الملك تسعة أشهر ، وحاربه الملك الخان وأسره واستولى على بخارى في ذي القعدة ، ومات عبد الملك في السجن بعد قليل وبذلك سقطت الدولة السامانية».
(٤) قول ابن أبي جمرة ورد في كتابه بهجة النفوس ٢ / ٢٢١.
(٥) سقط من الأصل والاضافة من (ط).