أول من بنى الكعبة بعد إبراهيم وإسماعيل صلوات الله عليهم أجمعين ، وبنى دار الندوة للتحاكم والتشاور ، وهي أول دار بنيت بمكة (١).
وقريش هم ولد النضر بن كنانة بن خزيمة ، وقيل : بل هم بنو فهر بن مالك ، وكل قرشي مضري / وقريش شعبة من مضر ، وكل هاشمي قرشي ، وهاشم شعبة من قريش ، وكل علوي هاشمي (٢).
ثم أفضت رياسة قريش بعد قصي إلى ابنه عبد مناف (٣) ، وكان اسمه المغيرة ، فدفعته أمه إلى مناف أعظم أصنام مكة ، فغلب عليه : عبد مناف ، فولد له : هاشم ، وعبد شمس توأمين في بطن ، وخرج أحدهما وأصبعه ملصقة بجبهة الآخر ، فلما أزيلت دمي موضعهما ، ثم ولد له : نوفل ، ثم المطلب (٤).
وكان أصغرهم هاشما ، واسمه عمرو ، فسمي هاشما : لأنه أول من هشم الثريد ، وهو أول من سن الرحلتين لقريش : رحلة الشتاء ، والصيف (٥).
__________________
(١) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٧٢ ، وانظر : الطبري : تاريخ الرسل ٢ / ٢٥٨ ، وابن الجوزي : المنتظم ٢ / ٢٢٢ ، وابن كثير : البداية ٢ / ١٩٢.
(٢) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٧٣ ، وقال ابن كثير في البداية ٢ / ١٨٦ :«وهذان القولان قد حكاهما غير واحد من أئمة النسب كالزبير بن بكار وابن عبد البر ، فقال ابن عبد البر : والذي عليه الأكثرون أنه النضر بن كنانة ، وهو الذي نص عليه هشام الكلبي ، ثم اختار ابن عبد البر أنه فهر بن مالك ، واحتج بأنه ليس أحد اليوم ممن ينتسب إلى قريش إلا وهو يرجع في نسبه إلى فهر بن مالك ، وقريش جماع نسب ليس بأب ولا أم ولا حاضن ولا حاضنة».
(٣) بعد وفاة قصي بن كلاب انقسمت بطون قريش ، ثم اصطلحوا على أن تكون السقاية والرفادة لبني عبد مناف ، وأن تستقر الحجابة واللواء والندوة في بني عبد الدار.
انظر : ابن هشام : السيرة ١ / ١٢٩ ، ابن سعد : الطبقات ١ / ٧٧ ، والطبري : تاريخ الرسل ٢ / ٢٥٩.
(٤) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٧٥ ، وانظر : الطبري : تاريخ الرسل ٢ / ٢٥٤ ، ابن الجوزي : المنتظم ٢ / ٢١٨.
(٥) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٧٦ ، وانظر : ابن سعد : الطبقات ١ / ٧٥ ، الطبري :تاريخ الرسل ٢ / ٢٥٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ٢ / ٢١٠.