يجب أن يكون عليها إلى أن يناهض في الجريدة الاحتلال الأجنبي في الأقطار الإسلامية وخاصة في مصر ، وشغل هذا حيزا كبيرا منها بأسلوب مهيج وعبارات شديدة ، كما استخدم بجانبها رسلا متخفين إلى الأقطار المختلفة ينشرون التعاليم التي لا يستطيع نشرها في الجريدة ، وكان منهم الشيخ محمد عبده ـ وهو محكوم عليه بالنفي ـ فجاء إلى مصر وتونس وكان من نتائج هذا أن روقبت الجريدة من أصحاب السيادة على حكومات الهند ومصر ، فمنعت من دخولهما ، واستحال وصولها إلى أصحابها وقرائها فاحتجبت عن أداء رسالتها.
وقد كان يدعو إلى الاجتهاد وترك التقليد في الدين ، فإن الأئمة اجتهدوا وأحسنوا ولكن لا يصح أن نعتقد أنهم أحاطوا بكل أسرار القرآن ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. ويرى أن التفرقة بين أهل السنة والشيعة سببها مطامع الملوك ، فالفريقان يؤمنان بالقرآن ورسالة محمد ، ففيم الخلاف والقتال؟. ويرى أن الإشتراكية في الإسلام ملتحمة مع الدين ، ملتصقة مع الخلق ، يبعث عليها حب الخير ، على النقيض من إشتراكية الغرب التي يبعث عليها جور الحكام وعوامل الحسد في العمال لأرباب الغنى. كما يرى أن المرأة تساوي الرجل في تكوينها العقلي والتفاوت بينهما أتى من التربية وإطلاق السراح للرجل ، وتقييد المرأة في البيت. ومهمتها في هذا أسمى ، ولا تقل عن مهمة الرجل ، ومن يطلب مساواتها فهو مخطي ، ولا مانع من أن تعمل في الخارج إذا فقدت عائلها ، واضطرتها ظروفها ولكن بطهارة. كما أنه لا مانع عنده من رفع الحجاب إذا لم يتخذ وسيلة للفجور. ويرى كذلك أن الدين لا يخالف الحقائق العلمية ، وإذا ظهر غير ذلك وجب تأويله ، فالقرآن أعظم من أن يخالف العلم الحقيقي خصوصا في الكليات.
وقد أجمع معاصروه ومن درسوا تاريخ حياته على أن له غرضين واضحين :