ويعدانهم للزعامة ونشر الإصلاح ، ولكن لم يعجب السيد هذا الرأي ، ورأى فيه خورا وضعفا ويأسا ، ووضع خطته بإنشاء جريدة في باريس للعالم الإسلامي تبصره بحقوقه وواجباته ووظيفته ، وكانت جريدة «العروة الوثقي» للسيد فيها الأفكار والمعاني ، وللشيخ التحرير والصياغة ، وميرزا محمد باقر يعرب لها عن الصحف الأجنبية ما يهم الشرق ، وكان وراءها جمعية سرية في جميع أقطار الإسلام ، ولها فروع في بلدانه يجتمعون للمذاكرة ، ويتبرعون بالمال ينفق منه على الجريدة والقائمين بها ، فقد كانت ترسل بالمجان أكثر أعدادها ، وكان الأعضاء يقسمون اليمين لأحياء الأخوة الإسلامية ، وتقوية الإسلام بقدر ما يستطيعون. وكان أهم أغراض الجريدة كما لخصت هي ذلك في أول عدد لها :
١ ـ بيان الواجب على الشرقيين ، وأسباب فساد حالهم.
٢ ـ إشراب النفوس عقيدة الأمل وترك اليأس.
٣ ـ الدعوة إليالتمسك بالأصول التي كان عليهم أسلافهم وعزوا بها.
٤ ـ الدفاع عما يتهم به الشرقيون عموما والمسلمون خصوصا من أنهم لن يتقدموا ما داموا متمسكين بدينهم.
٥ ـ إخبارهم بما يهمهم من حوادث السياسة العامة والخاصة.
٦ ـ تقوية الصلات بين الأمم الإسلامية ، ومناصرة من لا يجحف بحقوقهم من أمم الخارج.
وأخذ يكتب في ذلك في الجريدة ويفصل هذه الأسباب في مقالات ، وكان مثله الأعلى حكومة إسلامية موحدة للجميع ، ولما رأى عدم إمكان ذلك دعا إلى أن تحكم الأقطار الاسلامية بحكومات إمامها القرآن ، وأساسها العدل والشورى وترتبط جميعا بروابط محكمة.
وقد قاده هذا التفكير في الحكومة الإسلامية وأخلاق الشعب التي