وقد نشر الأستاذ الكبير الشيخ محمد عرفة عضو جماعة كبار العلماء كتابا عنوانه «رسالة الأزهر في القرن العشرين» ، ذهب فيه إلى أن رسالة الأزهر هي أن يفهم الناس الدين على وجهه وأن ننقيه من التفسيرات الخاطئة التي دخلت عليه ، وفوق ذلك عليه أن يعني بأخلاق الأمة وتقاليدها.
وقد أخذ الأستاذ على الأزهر أن التعليم في الأزهر لم يعن بالخلق كما يجب ، وأن الإقبال على العلم بين جدرانه أصبح ضعيفا ، وأن المادية قد دخلت فيه وأفسدت الكثير من حياته.
وإبان أن ثقة الأمة في الأزهر تضعف شيئا لعوامل كثيرة : منها قلة الإنتاج العلمي في محيطه ، وانقلاب الأزهريين إلى موظفين لا غير ، وضعف نفسية الأزهري وثقافته وأفق تفكيره ، وعدم وجود بيئة صالحة في وسط الأزهر.
كما ترجع إلى الفساد الذي استشرى في الأزهر من الناحية الإدارية وغيرها ، وإلى بعد الأزهر عن الحياة العامة ، وإلى عدم انتظام الأمور فيه في الكثير ، وانعدام تنفيذ قوانين الأزهر ، وعدم أخذ الأمور بالحزم ، والسياسة الحزبية التي تفسد على الأزهر كل شيء ، وتدخل في وسطه للهدم والتدمير.
ـ ٦ ـ
وفي عام ١٣٦٢ ه ـ ١٩٤٤ ألقى الأستاذ محمود شلتوت عضو جماعة كبار العلماء محاضرة في دار كلية الشريعة عنوانها «السياسة التوجيهية العلمية في الأزهر» تتصل برسالة الأزهر ، وجاء فيها :
الغرض من الجامع الأزهر ، كما جاء في المادة الأولى من القانون