١٤ ـ الشيخ عليش أحد مشايخ السادة المالكية (١٢٣٧ ـ ١٢١٩ ه ـ ١٨٠٢ ـ ١٨٨٢).
١٥ ـ الشيخ حسين بن أحمد المرصفي المتوفى سنة ١٣٠٧ ه ـ ١٨٨٩ م.
وهو العلامة اللغوي الأديب المحقق الشيخ حسين بن أحمد المرصفي. ولد بمصر ونشأ فيها. وبعد أن حفظ القرآن الكريم ، وكان مكفوف البصر ، جيء به إلى الأزهر ، فأخذ العلم عن كبار شيوخه ، حتى أدرك منه قدرا جليلا ، وتصدر للتدريس فيه. وكان شديد الشغف بعلوم العربية وآدابها ، فجد في دراستها ، وأطال النظر في وجوه بلاغاتها. ولم يطمئن إلى ذلك الأدب الذي كان شائعا في عصره. بل كان من أوائل من تفطنوا في هذه البلاد إلى قدر الأدب القديم. فأقبل على كتب اعلام البلاغة السابقين ، ودواوين فحول الشعراء المتقدمين. وجعل يقرأ ويحفظ ويتدبر ، ما اتسع له الوقت للقراءة والحفظ والتدبير. كما جعل يروض قلمه على البيان الصحيح المتين ، حتى أصبح الأديب التام الأداة. ودرس الأدب في دار العلوم للسابقين من طلابها. وكان منهم حفني ناصف وأترابه. وأخذ عنه كبار المتأدبين في عصره من أمثال البارودي ، وعبد الله فكري ، وصاحبوه ولازموه ، وعرضوا عليه بيانهم في منظومهم ومنثورهم ، فهذب ونقح ، وهدى إلى الأجمل الأصلح. وكتب في مجلة (روضة المدارس) فعلم الأدب علما ، كما درب بالعمل والقدرة ، على صحيح البيان. وقد ألف في البلاغة كتابا جليلا دعاه (الوسيلة الأدبية). فشاع الانتفاع به ، ولا يزال هذا الكتاب مرجع المتأدبين إلى اليوم. وله كذلك رسالة دعاها (الكلم الثمان) ، تحدث فيها عن معاني : الأمة ، والوطن ، والحكومة ، والعدل ، والنظام ، والسياسة ، والحرية ، والتربية.
وعلى كل حال ، فالشيخ حسين المرصفي ، رحمه الله ، يعد من