أقوى الدعائم التي قامت عليها النهضة الحديثة في اللغة والأدب.
١٦ ـ الشيخ عبد الهادي نجا الأبياري الأديب الأزهري المؤلف النابه (١٢٣٦ ـ ١٣٠٦ ه ـ ١٨٢١ ـ ١٨٨٨ م).
ـ ٢ ـ
ويذكر أحمد أمين هذه الأغنية الشعبية المصرية ، وهي بعد حذف ديباجتها : «حصاني في الخزانة ، والخزانة «عاوزة» سلم ، والسلم عند النجار ، والنجار عاوز مسمار ، والمسمار عند الحداد ، والحداد عاوز بيضة ، والبيضة في بطن الفرخة ، والفرخة عاوزة قمحة ، والقمحة عند القماح ، والقماح عاوز فلوس ، والفلوس عند الصريف ، والصريف عاوز عصافير ، والعصافير في الجنة ، والجنة عاوزة حنا» الخ ....
ويقول عنها : إنها أغنية لطيفة حقا ، لا يزال أطفالنا إلى الآن يتغنون بها بتوقيعهم الظريف ، وصوتهم الشجي ، وهم إذ ينشدونها لم يدروا أنهم يتغنون بفلسفة عالية ، وفكرة سامية ، قد يلاحظ عليها أن الربط في بعضها محكم كحاجة السلم إلى النجار والنجار إلى المسمار ، وبعضها غير محكم كحاجة الحداد إلى البيضة ، وحاجة الصريف إلى العصافير ، ولكن أظن أن تحكيم المنطق الدقيق الحاد في الأدب كالشعر والأغاني وسار الفنون مجاوزة للحد ، فالأغنية لطيفة رغم المنطق ، ومن أسباب جمالها هذا النوع البديع الذي يصح أن أسميه «جمال الدوران» أو جمال التسلسل ، مثل قولهم «لا سلطان إلا برجال ، ولا رجال إلا بمال ، ولا مال إلا بعمارة ، ولا عمارة إلا بعدل».
وقولهم : الحجر يكسر الزجاج ، والحديد يكسر الحجر ، والنار تذيب الحديد ، والماء يطفيء النار ، والريح تلعب بالماء. والإنسان يتقي الريح. والخوف يغلب الإنسان. والخمر تزيل الخوف. والنوم يغلب الخمر.