وألقى الاستاذ الشيخ عبد اللطيف السبكي مدير التفتيش بالأزهر وعضو هيئة كبار العلماء كلمة حيا فيها قادة الثورة ، وقارن بين حياة مصر وشعبها المجيد الذي حكمه أبناؤه بعد أجيال من الاضطهاد والعذاب ، وبين ما كان عليه في العصور التي ابتلينا فيها بالغرباء الطغاة ثم قال :
وتهيأ لمصر ، الوطن الإسلامي الكبير ، نخبة من أبناء جيشها ، وتملكتهم العزة القومية ، وجاشت في صدورهم الوطنية ، وقوى فيهم الإحساس بما تقاسيه مصر ، فأصبح كل منهم يسمع في أعماق نفسه هاتفا ينادي : أن أنقذ مصر من عثرتها ، فاتحدت عزائمهم ، واستمدوا من هدى الرسالة المحمدية ما أوضح لهم السبيل ، ودفهم إلى الغاية النبيلة فصرخوها صرخة مدوية : لبيك لبيك يا مصر ، وكان لهم من جانب الله تأييد وتوفيق فبارك الله لمصر يومها العظيم ٢٣ يوليو ، وأبقاهم لشعب مصر حراسا أمناء ، ومصلحين أكفاء.
وهذه هي قصيدة الشاعر حسن جاد :
سنا فجره المأمول لاحت بواكره |
|
وهزت ربوع المشرقين بشائره |
أطل على ليل الحيارى وأشرقت |
|
على ظلمات اليأس غرا منائره |
وخف إليه الدهر يرهف سمعه |
|
ويزحم ركب النور فيمن يسايره |
وطالعت النيل السعيد بصبحه |
|
متى طالما جاشت بهن خواطره |
تزف بها بشرى الجلاء وعيده |
|
فترقص في شطيه نشوى أزاهره |
وتعتنق الأرواح فوق ضفافه |
|
عرائس واد جن بالحسن سامره |
على لهوات الطير من صبواتها |
|
طرائف شدو أبدعتها حناجره |
هو النيل والبشرى استخفت وقاره |
|
ترنح عطفاه وجاشت هوادره |
وما فاض في شطأنه غير فرحة |
|
تضيق بها يوم الجلاء سرائره |
وما هو ماء ما يفيض وإنما |
|
عواطفه جياشة ومشاعره |
ثوى في قيود الذل سبعين حجة |
|
يكاتم غيظا أو تثور ثوائره |