وصابر الاستعباد مستأسد المنى |
|
يؤمل يوما أن تقال عواثره |
تداركه فجر الخلاص بيمنه |
|
فصحت أمانيه وقرت نواظره |
فمن رام الاستقلال فليشهد الحمى |
|
تغنت به أريافه وحواضره |
ومن ضاق بالأغلال فالقيد حطمت |
|
سلاسله والغل لانت مكاسره |
ومن ضل في ليل المظالم سعيه |
|
فقد هتكت أستاره وستائره |
ومن سره أن يشهد البعث ماثلا |
|
فهذي معانيه وتلك مظاهره |
ومن شاقه يوم الجلاء وعيده |
|
فهذي مجاليه وتلك مناظره |
كفى يومه أن الزمان بأسره |
|
أوائله يحسدنه وأواخره |
رعى الله للوادي جمالا وصحبه |
|
أسوأ جرح وادي النيل فالتأم ناغره |
لقد صيروا حلم الجلاء حقيقة |
|
وكان سرابا يخدع العين ظاهره |
وكان لتجار السياسة مغنما |
|
على سوقه السوداء قامت متاجره |
وكم من ندى كان قصة لهوه |
|
يرددها مخموره ومقامره |
فساد وظلم وانحلال ونكسة |
|
أصيب بها الوادي فضلت مصائره |
وما كحمى الأخلاق حصن لأمة |
|
إذا نكبت فيه فما ذا تحاذره؟ |
وقد ينهض الشعب الجريح بروحه |
|
وليس يقوم الشعب ماتت ضمائره |
تدارك رحمن السماء مصيره |
|
وطاحت بعرش الظالمين مقادره |
مضوا يتساقون الندامة علقما |
|
وباءوا بشؤم طار بالنجس طائره |
وأضحى كناس النيل غابا ممنعا |
|
تهاب بوازيه وتخشى قساوره |
صناديد راع الظلم بأس زئيرهم |
|
فزلزل مغناه ودكت مقاصره |
هي الثورة البيضاء ما شابها دم |
|
ولا فارقت غمد الكمي بواتره |
فقد بعثوا من رقدة الموت واديا |
|
أعدت له أكفانه ومقابره |
فحل هراء المرجفين فما ثنى |
|
أخا العزم يوما جاحد الفضل ناكره |
وقل للذي تعيشه أضواء نهضة |
|
مضى ليلك الداجي وولت دياجره |
يحث الخطا للمجد موكب نورها |
|
ويدفعه قلب الحمى ويؤازره |
سيبنى فلا يثنيه هدم معوق |
|
ويمضي فلا يلوى على من يكابره |