وقال جمال عبد الناصر بعد انتهاء كلمات المتحدثين : إخواني رجال الأزهر :
أحييكم ... وأعبر لكم عن سعادتي في هذه الفرصة التي جمعتنا للاحتفال بجلاء قوات الاحتلال عن أرض الوطن في رحبات الأزهر.
وفي هذه المناسبة العظيمة ، لا يسعني إلا أن أذكر لهذا الأزهر جهاده على مر السنين ، فقد حمل الأزهر دائما الرسالة ولم يتخل مطلقا عن الأمانة ، وكافح كفاحا مريرا في سبيل الحصول على أهداف الوطن. وكفاح الأزهر أيام الحملة الفرنسية معروف ، وكم قاسى رجاله ، وعذبوا وقتلوا وشردوا ، واقتحم المحتلون الأزهر فلم يتوان عن المطالبة بحقوق الوطن ... واستمر الأزهر يحمل الرسالة حتى سلمها إلى الجيش ، وإلى عرابي الذي قام متسلحا بروح الأزهر المعنوية إلى جانب القوات المادية ، يطالب بحقوق البلاد ... وعند ما وطئت أقدام المستعمر أرض مصر ، حاول بكل قواته أن يقضي على رسالة الأزهر ، كما حاولوا القضاء على الجيش وقوته ورسالته ، ورغم هذا ، استمر الأزهر على مر السنين يكافح .. ففي ثورة ١٩١٩ حمل الأزهر العلم ، وقام بأداء الرسالة والأمانة مرة أخرى. وعمل المستعمر على تفريق الشعب شيعا وأحزابا وتحطم الجيش وفصله وفصل الأزهر عن الوطن.
واليوم وبعد أن قامت الثورة أقول لكم عليكم حمل الرسالة والأمانة مرة أخرى فإن أمامنا عملا شاقا طويلا ، وهذا العمل يطالبكم بأن تجاهدوا من أجل الأهداف الكبرى التي كافح من أجلها السابقون. ورجال الأزهر على طول السنين.
الأزهر ومعارك التحرير الأولى
في أوائل القرن الثالث عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) افتتح رجال الأزهر أولى حركات التحرير في تاريخنا القومي ، فاشترك كبار العلماء