الظاهرة على هذا الأساس من كتاب الله وأحاديث رسول الله ، فاستقامت ككعوب الرمح على توال واتساق ، وإني أعتز بهذا البحث وأراني قد خدمت به المسلمين بخاصة والإنسانية بعامة ، وكنت أذيع هذا البحث في دروسي ومجالسي .. وإنما كنت بهذا الصدد لأرد على من قال إن الأزهر لم يشعر بالدين الإسلامي المنتظر الذي يدعو إلى الإخاء والتعاون ، وقد نبهته فلم يتنبه وهو لا يطمع في التنفيذ. فكتب الأستاذ الشرقاوي في «المصري» يشكك في قيمة هذا الدليل دون أن يبين الأسباب ، ونقل الكلام إلى أن الأزهر لا يشارك في المواضيع التي تهم الأمة وليس كغيره من علماء الأديان الأخرى الذين يشاركون مشاركة فعلية وقولية في كل شأن من الشئون وضرب أمثلة برجال الدين في جزيرة قبرص حيث خطب أحدهم يطلب الانضمام إلى اليونان ودقت الكنائس أجراسها احتفالا بالخطيب ، وذكر أن الباب تعاون الإسلام والمسيحية لمقاومة الشيوعية وتحدث بذلك سفير مصر في الفاتيكان ولم يحرك الأزهر ساكنا ، والبعثة التي جاءت إلى الأديرة في سينا لتحقيق الوثائق التاريخية لم يدرسها معها ولم يشارك في هذا التحقيق.
وإني أقبل أن ينقل الحوار إلى هذه الناحية وأذكر أن الأزهر شارك في الأحداث الجسام فكان مهد الحركة الوطنية ومنبع الثورة في سنة ١٩١٩ وظل مدة الثورة يلهب النفوس بالحماسة الوطنية ، وكان منبرا للخطابة وتوجيه الثورة ، وكان أهل الأقاليم يأتون إليه فيعمر قلوبهم بالإيمان الوطني ، ويزودهم بالرأي الناصح والمشورة النافعة ، وقد نبه إلى ذلك اللورد ملنر في تقريره. أما مسألة الشيوعية فإني أذكر أني قرأت في الجرائد أن أساقفة الكنائس اجتمعوا تحت رياسة رئيس أساقفة كانتربري وقرروا أن الشيوعية تخالف المسيحية لأنها تنكر وجود الله والحياة الآخرة وتوقد نار الحرب بين الطبقات الخ .. فما أن قرأت ذلك حتى عرضت مبادئها على قواعد الدين الإسلامي وذكرت مواضع الخلاف ونشرت ذلك بعض الصحف.