والأستاذ «عرفة» بحق عالم متضلع ، وباحث دقيق ، ومفكر واسع التفكير كثير الإحاطة بآثار القدامى وبشتى الثقافات الحديثة ، وهو من صفوة العلماء الذين يفخر بهم الأزهر ، ويعتز بجهادهم العلمي ومكانتهم العلمية الكبيرة ، وبجمع إلى ذلك كله التواضع والنبل وعظمة الخلق وجلال العلماء ووقار المرشدين. وتوفي يوم الثلاثاء ٥ من ذي الحجة ١٣٩٢ ه ـ ٩ يناير ١٩٧٣.
الشيخ علي محفوظ
حفظ الشيخ علي محفوظ القرآن في كتاب قريته ثم رحل إلى مدينة طنطا لتجويد القرآن وتلقي العلم في معهدها الديني وبالمعهد أتم تعليمه الابتدائي والثانوي وتلقى من العلوم ما كان مقررا فيه ثم أشار إليه شيوخه أن يستكمل دراسته العالية بالأزهر فجاء إليه بالقاهرة وأخذ عن كبار شيوخه إذ ذاك. أخذ عن الشيخ محمد عبده والشيخ أحمد أبي خطوة والشيخ بخيت المطيعي والشيخ الحلبي وغيرهم وحصل على الشهادة العالمية سنة ١٣٢٤ ه. واشتغل في التدريس فيه ولما أنشىء قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر اختير للتدريس فيه ووكل إليه أمر الإشراف عليه ووجد الشيخ في هذا القسم ضالته ووقف عليه فكرة ووقته وجهده وبفضله أصبح هذا القسم معهدا لتخريج الدعاة والمرشدين الذين برزوا في فنون الدعوة في مصر والأقطار الإسلامية. وقد حمله منهج الدراسة في هذا القسم أن يضع كتبا تلائم الدراسة المقررة على طلابه فوضع بذلك كتابين هامين في طرق الدعوة ومادتها يعتبران من أهم الكتب التي وضعت في فنون الدعوة الحديثة وهما كتابا (الإبداع في مضار الإبتداع) «وهداية المرشدين» إلى طريق الوعظ والخطابة أما الأول فهو كما يدل عليه اسمه في بيان البدع التي شاعت ونسبت خطأ إلى الدين وقد تتبع كثيرا من البدع في العقائد والعبادات والمعاشرة والعادات وبين أصل الخطأ فيها ووضعها من الدين وقدم لذلك