من قبلهم ، لأنهم لا يرون الكمال إلا في علومهم ومعتقداتهم وكتبهم وطرق تدريسهم وسائر أحوالهم.
والباب الثاني في المدارس الدينية ـ الأزهر والمدارس الملحقة به ـ وخلاصة ما جاء فيه أن هذه المدارس صارت لا فائدة فيها ، وأصبحت لا تؤدي وظيفتها للعالم الإسلامي ، لاختلال نظامها ، وفساد طرق التعليم فيها ، فيجب إصلاحها بحمل طلابها على المطالعة ومعرفة نظم الأشياء وحقائقها ، وما في هذا العالم من شرائع وديانات ، وما إلى هذا من الاصطلاحات التي جاءت في هذا الباب.
والباب الثالث في العلوم ، وقد عاب فيه طرق دراستها ، ورأى أن يضاف إليها كثير من العلوم الحديثة وتاريخ الملل والمذاهب والآراء واللغات الأجنبية ، ورأى أيضا أن يؤلف فيها كتب حديثة ملائمة لهذا العصر ، وذكر أن الكتب التي تدرس فيها لا تختار من جيد ما ألفه السلف ، وإنما تختار من الرديء القليل الفائدة.
والباب الرابع في طرق التعليم ، وخلاصة ما جاء فيه أن منتهى الكمال في هذه الطرق هو التفنن في فهم عبارات المتون ، وإيراد ما لا يحصى من المعاني في فهمها ، والإكثار من الاعتراضات والأجوبة عنها ، وهي طريقة معيبة لا تهتم إلا بهذه المباحث اللفظية ، ولا يعنيها تفهيم الطلاب مسائل العلوم في ذاتها (١) .. وقد تخرج الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من الأزهر عام ١٩٠٢ وتولى المشيخة عام ١٩٢٩ واستقال منها عام ١٩٣٥ ، وتوفي في ٢٠ جمادى الأولى ١٣٦٣ ه ـ ١٣ مايو ١٩٤٤.
وقد استمر الشيخ عبد المتعال الصعيدي مثابرا على البحث والتأليف ، وأخرج العديد من الكتب ، ولما أنشئت كلية اللغة العربية نقل إليها مدرسا بعد قليل ، ومن إنتاجه كتبه هذه.
__________________
(١) ١٢٠ تاريخ الإصلاح في الأزهر.