في بيانه بالحياء الذي تحسه فيه نفسه.
بعد هذا ضع بيان السيد حسن القاياتي ، حيث يحلو لتقديرك. ضعه في الدرجة الأولى أو ما فوقها ، أو تخلف به عنها ، فلكل من الناس مذهبه في تقدير أصحاب الفنون ، ولكنك على أية حال تراك مرغما على أن تقضي بأن بيان السيد حسن إنما هو صورة تامة الصدق لما يعتلج في نفسه ، وما يتدسى في أطواء قلبه ، وهذا الضرب من أهل البيان قليل!! وهذه المزية ولك أن تدعوها الموهبة ، إنما تنشأ في أصلها بالفطرة ، وتنجم مع الطبع ، ما يجدي في خلقها تفكير ولا تهذيب ، على أنها تربو وتستحصد بد ذلك بطول التدريب والتمرين ، حتى ما يجد صاحبها فكاكا من صدق التعبير عما يحيك في نفسه من نزعات الإحساس ، وكذلك السيد حسن القاياتي ، ولعل مما أبلغ السيد حسنا هذه المنزلة ، بعد توافر الأمرين له ، أنه نشأ في بيت حسب ، فهو يأنف من أن يرائي الناس ، ويبادلهم بما يراه حقا ، وأن الله تعالى بسط له في الرزق فهو غني عن ترضي الناس بالحق وبالباطل!!! طلبا للمنزلة فيهم ، والتماسا للمعروف عندهم. هذا إلى أنه رجل رقيق الحس ، مهذب العاطفة ، جميل منزع النفس ، ومن كان له كل هذا ، فهو أجل محلا من أن يكذب على عواطفه ، ويفتري على ما يجول في صدره من نوازع الوجدان. يدلك على هذا من بيان السيد ، إن كنت محتاجا فيه إلى بيان ، أنك تراه يتغزل ، وأكثر شعره في الغزل ، فيطلع عليك بأرق الكلام ، وأعذبه ، حتى ليخيل إليك أنه لا يقول شعرا ، ولكنه ينفث سحرا!!! ومع هذا لا ترى في نسيبه عنفا ولا عربدة ، على نحو ما يصنع متكلفو الغزل من الشعراء!!! ، ذلك بأنه ترجم عن حسه فحسب ، فلم يتكلف ، ولم يتعمل لاصطياد المعاني النائية ، ولم يتعمد المبالغات النابية ، ليزين بها نظم القريض ، وإذا كنت ممن يعرفون السيد القاياتي وما أوتي من وداعة الطبع ، وارتياح النفس ، آمنت من فورك بصحة هذا الكلام. ومن مميزات شعره :