التأنق في اختيار اللفظ مع صفائه وعذوبته. وابتداع صور من المعاني لم يسبق إلى أكثرها. وجمال التشبيهات المنتزعة من المدركات الحسية. واستقلال كل بيت من قصيدة بفكرة مستقلة. وتخير الأوزان والقوافي التي لم يطرقها كثير من الشعراء.
ومن غزل القاياتي في صدر قصيدة وطنية ، وهو في شرعة الأدب بدع من البدع لا شعر من الشعر ، قوله :
هتفت باكية يوم الظعن |
|
ليت هذا البين لم يملك حسن |
غضبة الله على يوم النوى |
|
إنه دل على القلب الشجن |
آه من وقفة بين لم تذر |
|
دمعة في مقلة الظبي الأغن |
مقلة ملأى بسحر لم تبت |
|
ليلة في الدهر ملأى من وسن |
وفؤاد أسكنته لوعة |
|
ود من طول خفوق لو سكن |
أقبلت مطلقة من قرطها |
|
زهرة أولى بها ذاك الفنن |
تخلط الدل بمضنى حزن |
|
حر قلبي ، من دلال في حزن (١) |
الشيخ محمد الأسمر
الأسمر معروف في شتى الأوساط الدينية ، فهو عالم من علماء الأزهر ، وموظف فيه ، كما هو معروف في الأوساط الأدبية ، حيث يحبه الناس ويعرفونه بزيه الأزهري الأنيق ، وبظرفه المشهور ، وبأدبه وشعره الذائعين.
وقد ولد بمدينة دمياط في ٦ نوفمبر سنة ١٩٠٠ ميلادية.
وفي الثامنة من عمره تقريبا دخل تلميذا بإحدى المدارس الأهلية بمدينة دمياط وكان من العلوم التي يتلقاها في المدرسة حفظ القرآن وقد
__________________
(١) من كلمة للأديب السيد العناني عن الشاعر في مجلة الأزهر.