حفظ نصفه بها. وبعض المحفوظات الأدبية شعرا ونثرا ، والنحو ، والإملاء والحساب.
وتخرج في هذه المدرسة سنة ١٩١٤ وزاول التدريس بها شهورا.
لم يسترح إلى التدريس ، وكان في قطرته حب الشعر والميل إليه ، ومما ساعد على إظهار ذلك الميل للمحفوظات الأدبية التي كان يدرسها بالمدرسة الأهلية ، وما كان يسمعه من قصة أبو زيد الهلالي على الربابة بمقاهي دمياط ، حيث كان يستمع إليها وهو في طفولته مع بعض الأطفال الواقفين بجوار المقهى وهو لا يجرؤ على دخوله ولا تسمح له تربيته المنزلية والمدرسية بذلك الدخول ، فلما شب قليلا استغنى عن ذلك الوقوف بشراء قصة أبي زيد وغيرها من القصص المعروفة في ذلك الحين مثل قصة سيف بن ذي يزن ، وغيرها وكان يقرأ هذه الأشعار وهذه القصص في نهم شديد ونشوة تأخذ عليه كل مشاعره.
ثم أحس برغبته إلى الاستذادة من التعلم وحدث أن قابل بعض طلبة معهد دمياط الديني وأطلع على ما بأيديهم من الكتب فرأى علوما جديدة بالنسبة له فشاقه ذلك إلى دراستها فالتحق بالمعهد طالبا في سنة ١٩١٥.
وفي سنة ١٩٢٠ غادر معهد دمياط ليلتحق بمدرسة القضاء الشرعي وقد نجح في امتحان المسابقة لدخول هذه المدرسة وظل بها ثلاث سنوات ثم ألغت الحكومة المصرية لأسباب سياسية هذه المدرسة وكانت من خير المعاهد العلمية فالتحق طالبا بالأزهر بعد ذلك.
وزاول في أثناء التحاقه طالبا بالأزهر التصحيح بجريدة السياسة التي كان يصدرها حزب الأحرار الدستوريين بمصر يعمل بها مساء حتى الساعة الثانية بعد نصف الليل وفي الصباح يحضر دروسه طالبا بالأزهر ، واستمر على ذلك ثلاث سنوات ... كان فيها يجمع بين العمل ليلا ونهارا ، في الليل مصحح بجريدة السياسة ، وفي النهار طالبا بالأزهر وفي ذلك الحين