ـ ٤ ـ
وانتهى العصر الفاطمي بعد أن بلغ الأزهر فيه قمة مجده العلمي.
ولم يكد العصر الأيوبي يبدأ حتى بدأت مكانة الأزهر الدينية تتعرض لضغط الحكام والأمراء ، إذ كان الأيوبيون يحاولون القضاء على كل مظاهر التشيع في مصر ، ولكن حلقات الأزهر العلمية الجامعية لم تتعرض لمثل ما تعرض له الأزهر جامعا ومسجدا فقد حولت عنه صلاة الجمعة وخطبتها إلى مسجد الحاكم ، ولم تعد خطبة الجمعة إلى الأزهر إلا عام ٦٦٥ ه في عهد بيبرس ، وظلت الشخصية العلمية للأزهر قوية.
وكان موسى بن ميمون طبيب صلاح الدين الأيوبي يلقي دروسا في الرياضة والفلك والطب في الأزهر ، وكذلك كان عبد اللطيف البغدادي يحاضر في الكلام والبيان والمنطق والطب. وكان لابن الفارض حلقة صوفية فيه.
ومن أشهر علمائه في هذا العصر : الإمام المنذري المحدث وكان يلقب بشيخ الإسلام ، وابن أبي الإصبع ، والقضطي الوزير ، وغيرهم.
ـ ٥ ـ
وفي عصر المماليك ، ازدهرت حلقات الأزهر الجامعية ، وقصده أعلام الفكر العربي لذلك الحين من أمثال السهروردي ، وابن خلدون ، وابن منظور ، والفيروز أبادي ، وغيرهم. كما أمّة الطلاب من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي ، يقيمون حوله ، ويقطنون في أروقته ، ويجلسون في حلقاته ، ويشاركون في نشاطه العلمي ، وقد بلغ عددهم في أوائل القرن الثامن الهجري زهاء ٧٥٠ طالبا ، ويقول عالم سوداني من خريجي الأزهر يمدح أحد ملوك الفونج في سنار ، وهو السلطان بادي أبو دقن :
أيا راكبا يسري على متن ضامر |
|
إلى صاحب العلياء والجود والبر |