احترام الحاكم لإرادة المحكومين ، وكسب من الثانية مبدأ آخر هو أن الأمة مصدر السلطات ، وكانت بمثابة إعلان لحقوق الإنسان سبق به شعب مصر غيره من الشعوب ، كما اعترف بذلك المؤرخون في الشرق والغرب.
وقد حمل علماء الأزهر وطلابه عبء الجهاد لتحرير مصر من الاحتلال الفرنسي منذ دخل جيش نابليون بلادنا فاتحا.
كما قام الأزهر بثورة أخرى بقيادة عمر مكرم في صفر ١٢٢٠ ه : ١٨٠٥ م لإنهاء النفوذ التركي من مصر ، وهي الثورة التي استغلها محمد علي ، فحولها إلى مغانم شخصية له ولأسرته.
والثورة العرابية هي في الحقيقة ثورة قام بها أحد أبناء الأزهر وخريجيه ، وهو الزعيم أحمد عرابي ، ووقف علماء الأزهر معه يؤيدونه ويدعمون ثورته ، ولكن خيانة توفيق جرت على الوطن الاحتلال الانجليزي البغيض.
وقامت ثورة شعبية بقيادة أزهري آخر هو سعد زغلول ، وذلك في مارس من عام ١٩١٩ ، لإنهاء الاحتلال الانجليزي لمصر.
ومن أعظم حركات الإصلاح في العالم الإسلامي في العصر الحديث حركة الإمام محمد عبده ، وهو من أجل شيوخ الأزهر ، وأعظم علمائه ، ومن تلامذته : محمد مصطفى المراغي ، عبد المجيد سليم ، محمد الأحمدي الظواهري ، مصطفى عبد الرزاق ، إبراهيم حمروش ، محمد مأمون الشناوي ، وهم من أشهر شيوخ الأزهر في العصر الحديث.
ـ ٦ ـ
وقد أكد صبغة الأزهر الجامعية شيخان جليلان من كبار شيوخه في العصر الحديث هما : الشيخ محمد الأحمدي الظواهري الذي أصدر قانون رقم ٤٩ لسنة ١٩٣٠ بإنشاء كليات جامعية في الأزهر ، والشيخ محمد