والغرض منه
وكان الغرض من إنشائه أن يكون المسجد الرسمي للدولة في حاضرتها الجديدة ، وليكون موطن الدعوة الشيعية ، ورمز سيادة الدولة الروحية ، وكانت له فوق ذلك أهمية رسمية خاصة ، ففيه كان جلوس قاضي القضاة ، وفيه مركز المحتسب العام ، وفيه كان يعقد كثير من المجالس الخلاقية والقضائية.
فالجامع الأزهر عند إنشائه كانت له الصفة الدينية والرسمية كسائر المساجد الأخرى ، غير أنه لم يلبث أن اتخذ له صفة أخرى هي الصفة (العلمية التعليمية) ، وذلك عند ما فكر الخلفاء الفاطميون في نشر مذهبهم الجديد ، عن طريق دروس تلقى في حلقاته ، لأن جامع عمرو ، وجامع ابن طولون قد جرت الدراسة فيهما ، وفق تقاليد علمية ، لا تساير تعاليم المذهب الشيعي الجديد فكان من المناسب أن يكون المسجد الجديد (الأزهر) هو المكان المختار ، لنشر تعاليم مذهبهم ، وأصبح (الجامع الأزهر) مدرسة علمية يتلقى فيها طلاب العلم ورواده الذين قصدوه من كل صوب مختلف العلوم والفنون ، بجانب نشر دعوتهم ، ومذهبهم الشيعي الجديد ، وسبق الأزهر بصفته العلمية غيره من المساجد الأخرى ، التي كانت تقوم إلى جانبه ، وظل مدى قرون ، ولا يزال مقصد طلاب العلم من كافة أرجاء العالم الإسلامي.
أول درس فيه
وأول درس ألقي في (الجامع الأزهر) ألقاه قاضي القضاة (أبو الحسن علي بن النعمان) في صفر سنة ٣٦٥ ه في أواخر أيام المعز الفاطمي ، قرأ فيه مختصر أبيه في فقه آل البيت المسمى (الاقتصار) ، وحضر درسه جمع حافل من العلماء ، والكبراء ، وأثبتت أسماء الحاضرين