العصور ، ووقف قلعة شامخة في وجه كل المحاولات لاستعبادنا ، والسيطرة علينا ، وتحطيم كياننا القومي والروحي» ، «وكانت التقاليد العلمية في الأزهر أساسا للنظام الجامعي ، والتقاليد الجامعية في كل بلاد الدنيا ، فهو أقدم جامعة في العالم ، وإن لم يكن اسمه بين أسماء جامعاتنا».
(ومن علم الأزهر شع نور الإسلام في بلاد كثيرة من أفريقيا ، ومن آسيا ، وأزداد عدد المسلمين عشرات الملايين ، وكانت بعوث الأمم المختلفة إلى الأزهر سببا لتوثيق علاقاتنا ببلاد كثيرة ، وشعوب كثيرة منذ أقدم العصور إلى اليوم ، وقد اكتسب اسم الأزهر بذلك قدسية ، واكتسب المنتسبون إليه احتراما ، وصار رأيه هو الرأي في كل ما يتعلق بالعقيدة والشريعة ، وصار هو الجامعة الإسلامية الكبرى في الشرق والغرب ، لا يطلب أحد علوم الإسلام إلا عن طريق الأزهر ، ولا تتجه قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى معهد يفد إليه أولادهم للتزود من أسباب المعرفة غير الأزهر .... الخ).
ثم تناولت المذكرة بالتفصيل المبادىء التي تحقق ما يهدف إليه القانون من إصلاح الأزهر حتى يعود إليه شبابه ، وترتفع مكانته ، وينهض برسالته في الداخل والخارج ويصبح ابن الأزهر قادرا على المشاركة بدور إيجابي نافع لمجتمعه خاصة ، والمجتمع الإسلامي عامة ، «وحتى يتوافر للأمة نوع من الخبرات التي تملك إلى جانب العقيدة الواعية كفاية عملية ومهنية وعلمية ، تشارك في مجالات العلم والإنتاج في نفس الوقت الذي تدعو فيه إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة».
فالأزهر اليوم سيد جامعات الإسلام دون منازع ، وإليه يرجع الفضل في صيانة الثقافة الإسلامية العربية في ظلمات العصر التركي العثماني بمصر ، وفي مقدور الأزهر اليوم أن يشق طريقه في ظل هذا التطوير ، وتلك الرعاية التي تظله بها الدولة ليؤدي إلى العالم الإسلامي أعظم الخدمات ،