لنيل منصب التدريس من الطبقة الثانية. وكذلك كان مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت معتني بتحاريره وأسانيده متلقاة من أكفائه سنا ومقاما ـ فقد اجتمع به الشيخ محمد بن يوسف في رحلته إلى مصر والشام سنة ١٣٢٧ وروى عنه ، وحدث بسنده وقد حدثني به ـ رضي الله عنه ـ في إجازته إياي المكتوبة بخطه سنة ١٣٤٢ عن الشيخ عبد الرحمن الشربيني عن الشيخ إبراهيم السقا عن الشيخ الأمير الصغير عن الشيخ الأمير الكبير ...
وأخذت سهولة الموصلات ، وتيسير وسائل الحج تنمو بعد الحرب العالمية الأولى ، فنمت معها الاتصالات الأزهرية الزيتونية وكثر سفر شيوخ الزيتونة للحج والعمرة ، وكثرت بذلك زياراتهم للأزهر والتقاؤهم بعلمائه.
وحدثت بعد الحرب العالمية الثانية صور من التلاقي لم تكن تعرف من قبل ، إذ نشأ التواصل الرسمي بين الجامعتين الأزهرية والزيتونية فيما ربطت المواصلات بين الشيخين على عهد الشيخ محمد الطاهر بن عاشور والشيخ مصطفى عبد الرازق ، وما اتسق من صور التعاون الرسمي بين الجامعتين حتى أنه لما توفى شيخ الأزهر سنة ١٣٦٧ أعلن شيخ جامع الزيتونة نعيه في الصحف ببلاغ رسمي ، وعطلت الدروس في جميع المعاهد الزيتونية بالقطرين التونسي والجزائري وكذلك اتبع الأمر في المناسبات المشابهة.
ولم تزل مظاهر الاتصال تبرز فيما بين المعهدين متعاقبة فقد ولى الشيخ محمد الخضر حسين التونسي مشيخة الأزهر الشريف عام ١٣٧٤ ه ، ثم كانت زيارة الأستاذ مدير الجامعة الأزهرية الشيخ أحمد حسن الباقوري ، والتف حوله علماء الزيتونة وعظموا مقدمه ، وقد خطب في جامع الزيتونة وقد انتدب غير مرة أستاذا زائرا للكلية الزيتونية المرحوم الشيخ منصور رجب الذي وافاه الأجل في مدينة تونس في ذي الحجة ١٣٨٤ ـ ١٥ أبريل ١٩٦٥ بعد أن ترك فيها جمهورا من التلاميذ والأحبة ، وقد صلى عليه